Page 148 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 148

‫العـدد ‪23‬‬                               ‫‪146‬‬

                                ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬                        ‫نفس هذا الوقت بدأت شهرة‬
                                                                   ‫التلباني الحقيقية‪ ،‬عندما غني‬
    ‫والتساؤل الملح الذي يجب‬     ‫سبيل المثال‪ ،‬فكل طبيعة صوت‬         ‫«اللي روحي معاه‪ ..‬بتقولولي‬
  ‫طرحه‪ ،‬لماذا تفوق عبد الحليم‬    ‫لها جمالها الخاص في التعبير‪.‬‬
‫على كل معاصريه من المطربين‬       ‫مع كل هذه الأصوات الجميلة‬           ‫انساه» كلمات عبد السلام‬
  ‫وحظي بنجومية لامعة وحب‬                                            ‫أمين وألحان محمد الموجي‪،‬‬
                                   ‫الرائعة التي ظهرت في زمن‬      ‫والتي غناها في أغسطس ‪1960‬‬
    ‫حقيقي من الناس‪ ،‬رغم أنه‬     ‫كان للفنون والثقافة فيه اهتمام‬     ‫بسينما ريفولي‪ ،‬حيث أحدثت‬
  ‫جاء في بيئة لم تكن متعطشة‬                                      ‫ضجة كبيرة‪ ،‬وغناها الناس من‬
‫للغناء والطرب‪ ،‬فقد كانت مليئة‬    ‫كبير‪ ،‬وكان الذوق العام راقيًا‬    ‫بعده في كل مكان وكانت بداية‬
  ‫وذاخرة بالمطربين والمطربات‬    ‫ومثق ًفا وواعيًا‪ ،‬اتفق محبو عبد‬     ‫انتشاره الكبير‪ ،‬فتحمس له‬
                                                                 ‫جلال معوض الذي كان يشرف‬
                   ‫الرائعين‪.‬‬       ‫الحليم من الجمهور والنقاد‬
  ‫جاء هذا لأن عبد الحليم كان‬        ‫والإعلاميين على نجوميته‬           ‫على حفلات أضواء المدينة‬
‫يتمتع بنعمة من الله وهي نعمة‬                                         ‫ويقدمها بالإذاعة المصرية‪،‬‬
   ‫القبول والحضور‪ ،‬وامتلاك‬             ‫وتألقه بينهم‪ ،‬وقد جاء‬        ‫فقدمه وغنى «من فوق برج‬
   ‫صوت دافىء عذب يأتي من‬        ‫التوافق بسبب موهبته الربانية‬     ‫الجزيرة‪ ..‬الله الله على سحرها»‬
‫داخله‪ ،‬فالناس كانوا يسمعونه‬     ‫وصوته الدافيء الحنون والمعبر‬     ‫كلمات حيرم الغمراوي وألحان‬
                                                                   ‫محمد الموجي‪ .‬ومن المعروف‬
    ‫وينصتون إليه من داخلهم‬          ‫وإحساسه المرهف وصحة‬             ‫أنه قد نشأ خلاف وخصام‬
  ‫أي ًضا وليس من خلال آذانهم‬        ‫مخارج ألفاظه ووضوحها‪،‬‬        ‫شديد بين عبد الحليم والموجي‬
‫فقط‪ ،‬فتأثير عبد الحليم النفسي‬   ‫مع تفانيه في إتقان أداء أغانيه‪،‬‬  ‫استمر فترة طويلة‪ ،‬ولذلك قرر‬
 ‫والوجداني كان يصل بسهولة‬       ‫وحرصه الشديد على دقة إتقان‬          ‫الموجي وقتها أن يساعد كل‬
   ‫إلى قلوب ووجدان ومشاعر‬
‫الناس مباشرة‪ ،‬وهذا ما لم يكن‬                  ‫عمله واكتماله‪.‬‬           ‫المناوئين له ويلحن لهم‪.‬‬
  ‫يتمتع به أو يقدر عليه الكثير‬       ‫أجيز عبد الحليم بالإذاعة‬      ‫قيل كثي ًرا إن قوة عبد الحليم‬
  ‫من أقرانه وكل من حوله من‬      ‫المصرية عام ‪ 1951‬بعد أن قدم‬      ‫جاءت من ضعف صوته‪ .‬إلا أن‬
                                  ‫قصيدة «لقاء» كلمات صلاح‬         ‫تعبير ضعف للتضاد مع القوة‬
                   ‫المطربين‪.‬‬        ‫عبد الصبور وألحان كمال‬         ‫جاء في غير دقة وموضوعية‪،‬‬
     ‫أما تجارب عبد الحليم في‬        ‫الطويل‪ ،‬ويقال إن الإجازة‬
  ‫السينما الغنائية الرومانسية‬      ‫كانت عام ‪ 1952‬وقدم فيها‬                     ‫فالضعف يعني‬
  ‫التي اعتمدت على فكرة البطل‬    ‫أغنية «يا حلو يا اسمر» كلمات‬                  ‫الهزال أو الوهن‬
                                 ‫سمير محجوب وألحان محمد‬
                                                                                 ‫أو الإعياء أو‬
                                                    ‫الموجي‪.‬‬                   ‫التعب‪ .‬والأصح‬
                                                                            ‫أن نقول بد ًل منه‪،‬‬
                                                                              ‫الصوت الهادىء‬
                                                                              ‫أو الحنون‪ ،‬فهو‬

                                                                                  ‫ليس صو ًتا‬
                                                                                 ‫جهور ًّيا قو ًّيا‬
                                                                            ‫كصوت محمد عبد‬
                                                                             ‫المطلب‪ ،‬أو شفيق‬
                                                                              ‫جلال‪ ،‬أو سمير‬
                                                                             ‫الإسكندراني على‬
   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153