Page 152 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 152

‫العـدد ‪23‬‬                                                                             ‫‪150‬‬

                                 ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬                                                                        ‫عصام الزهيري‬

‫يعود لاستئناف الحرب فيتكلم‬                ‫‪-1‬‬                      ‫“لئن تذلوا وتعافوا أحب إليّ من أن تعزوا وتقتلوا”‪..‬‬
     ‫كل من حضروا بالمجلس‬                                             ‫عندما أُدين حفيد النبي بالتفريط والخيانة!‬
     ‫مستحسنين‪“ :‬ألا انقض‬          ‫“أبي كان يحدثني أن‬
                                  ‫معاوية سيلي الأمر”‪.‬‬
   ‫ما بينك وبينه وأعد للحرب‬
  ‫خدعة‪ ،‬وأذن لي أشخص إلى‬          ‫يروي مسلم ابن قتيبة في‬

    ‫الكوفة فأخرج عامله منها‬       ‫كتاب “الإمامة والسياسة”(‪)1‬‬
  ‫وأظهر فيها خلعه‪ ،‬وانبذ إليه‬        ‫عن لقاء جمع بين الخليفة‬

    ‫على سواء إن الله لا يهدي‬      ‫الخامس حفيد النبي؛ الحسن‬
   ‫كيد الخائنين”! لكن الحسن‬       ‫بن علي (‪51 -3‬هـ) وسليمان‬
    ‫يرد عليهم قائ ًل‪“ :‬لو كنت‬
  ‫بالحزم في أمر الدنيا وللدنيا‬      ‫بن صرد (ت ‪65‬هـ)‪ ،‬وهو‬
 ‫أعمل وأنصب‪ ،‬ما كان معاوية‬         ‫من سادة العراق وقواد أبيه‬
                                  ‫علي بن أبي طالب (ت ‪40‬هـ)‬
      ‫بأبأس مني بأ ًسا وأشد‬        ‫رابع الخلفاء‪ .‬أتى اللقاء بعد‬
   ‫شكيمة ولكان رأيي غير ما‬
‫رأيتم‪ ،‬ولكني أشهد الله وإياكم‬         ‫أن أتم الحسن تنازله عن‬
 ‫أني لم أرد بما رأيتم إلا حقن‬       ‫الخلافة وبيعته لمعاوية بها‪،‬‬
  ‫دمائكم وإصلاح ذات بينكم‪،‬‬         ‫وكان صرد غائبًا عن الكوفة‬
   ‫فاتقوا الله وارضوا بقضاء‬       ‫فلما دخل عليه قال‪“ :‬السلام‬
‫الله‪ ،‬وسلموا الأمر لله والزموا‬    ‫عليك يا مذل المؤمنين”!‪ ،‬فقال‬
   ‫بيوتكم وكفوا أيديكم‪ ،‬حتى‬
   ‫يستريح بر أو يستراح من‬             ‫الحسن‪“ :‬وعليك السلام‬
‫فاجر‪ ،‬مع أن أبي كان يحدثني‬            ‫أجلس لله أبوك”‪ ،‬وجلس‬
  ‫أن معاوية سيلي الأمر فوالله‬     ‫سليمان وقال‪“ :‬أما بعد‪ ،‬فإن‬
‫لو سرنا إليه بالجبال والشجر‬        ‫تعجبنا لا ينقضي من بيعتك‬
    ‫ما شككت أنه سيظهر‪ ،‬إن‬        ‫معاوية ومعك مائة ألف مقاتل‬
  ‫الله لا معقب لحكمه ولا راد‬       ‫من أهل العراق وكلهم يأخذ‬
   ‫لقضائه‪ ،‬وأما قولك‪ :‬يا مذل‬       ‫العطاء مع مثلهم من أبنائهم‬
    ‫المؤمنين‪ ،‬فوالله لئن تذلوا‬     ‫ومواليهم‪ ،‬سوى شيعتك من‬
‫وتعافوا أحب إل ّي من أن تعزوا‬    ‫أهل البصرة وأهل الحجاز‪ ،‬ثم‬
                                  ‫لم تأخذ لنفسك بقية في العهد‬
                  ‫وتقتلوا”‪.‬‬       ‫ولا ح ًّظا من القضية‪ ،‬لو كنت‬
     ‫يثير التأمل في خبر “ابن‬      ‫إذ فعلت ما فعلت‪ ،‬وأعطاك ما‬
  ‫قتيبة” قول “الحسن”‪“ :‬مع‬          ‫أعطاك بينك وبينه من العهد‬
‫أن أبي كان يحدثني أن معاوية‬      ‫والميثاق‪ ،‬كنت كتبت عليك كتا ًبا‬
‫سيلي الأمر”!! وهو ما يبدو أنه‬        ‫وأشهدت عليه شهو ًدا من‬
‫يضعنا أمام نظرة شيعة “علي”‬         ‫أهل المشرق والمغرب أن هذا‬
  ‫إليه باعتباره بوابة العلم كما‬   ‫الأمر لك من بعده‪ ،‬كان الأمر‬
  ‫يقول حديث منسوب للنبي‪،‬‬          ‫علينا أيسر‪ ،‬ولكنه أعطاك هذا‬
 ‫وبتعريف “العلم” بأنه الشأن‬
     ‫الغيبي أو “خبر السماء”‬             ‫فرضيت به من قوله”!‬
                                 ‫ويطلب سليمان من الحسن أن‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157