Page 138 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 138

‫خيانة زوجها لها فردت له‬             ‫الشهير (ثرثرة فوق‬             ‫‪136‬‬
‫الصاع صاعين‪ ،‬وانخرطت‬            ‫النيل)‪ ،‬وهو قصة نجيب‬
‫في اللهو والملذات‪ ،‬ثم الفتاة‬    ‫محفوظ أيضا وسيناريو‬        ‫الذي نرى فيه شخصية لم‬
                              ‫وحوار ممدوح الليثي عام‬          ‫تقدمها السينما المصرية‬
    ‫الصغيرة الجميلة التي‬                                      ‫من قبل‪ ،‬وهي شخصية‬
    ‫توقع نفسها في حبائل‬           ‫‪ ،1971‬وهو ذلك الفيلم‬        ‫كامل الذي يعاني عج ًزا‬
                                ‫الذي عد من أبلغ الأمثلة‬       ‫وحرما ًنا جنسيًّا‪ ،‬والذي‬
      ‫النجم رجب القاضي‬         ‫على تغير القيم في المجتمع‬      ‫سببت له أمه بمعاملتها‬
     ‫بإرادتها‪ ،‬فهي تبحث‬          ‫المصري وتغير الأنساق‬        ‫الخشنة وغيرتها الغريبة‬
   ‫عن النجومية والشهرة‬        ‫الثقافية فيه بشكل عام‪ ،‬إذ‬        ‫عليه وتجاربه الجنسية‬
  ‫والترقي السريع بأقصر‬        ‫مثلت عوامة رجب القاضي‬           ‫المشوهة في الطفولة مع‬
     ‫الطرق‪ ،‬ألا وهي إقامة‬
 ‫علاقة مع الممثل المشهور‪،‬‬         ‫الذي يعتبر من صفوة‬        ‫الخادمة؛ اضطرا ًبا جنسيًّا‬
    ‫لتضيع هي الأخرى في‬             ‫المجتمع ونجم سينما‬            ‫ونفسيًّا دمرت ذوقه‬
   ‫زحام وضباب العوامة‪،‬‬           ‫صنعته الأفلام الهابطة‬           ‫وأحاسيسه‪ ،‬لتتحمل‬
  ‫ولا يستثني منهن سوي‬           ‫في إشارة واضحة لموجة‬
     ‫الصحفية الشابة التي‬       ‫الأفلام الهزلية المقصودة‬     ‫رباب زوجته عبء مرضه‬
     ‫تضعهم أمام أنفسهم‬         ‫التي وجه صناع السينما‬       ‫وعجزه‪ ،‬فتسقط في الخيانة‬
    ‫وتجرهم معها لأعمال‬             ‫لصناعتها بعد هزيمة‬
 ‫لها قيمة‪ ،‬ويقابلها أيقونة‬     ‫يونيو‪ ،‬وخالد عزوز الذي‬        ‫ثم تدفع حياتها ثمنًا لهذا‬
  ‫الفيلم أنيس زكي والذي‬           ‫يحترف الأدب ويعيش‬        ‫السقوط‪ ،‬وبرغم أن الرواية‬

                                            ‫بلا مبادىء‪،‬‬      ‫كتبها نجيب محفوظ عام‬
                                        ‫ومصطفي راشد‬        ‫‪ 1948‬إلا أن المتفرج انسلخ‬
                                     ‫المحامي غير القادر‬
                                ‫على الاتساق مع المجتمع‬       ‫من التعاطف الواجب مع‬
                                   ‫الجديد وشروطه‪ ،‬أما‬         ‫الشخصية للبرودة التي‬
                                   ‫نماذج المرأة في الفيلم‬  ‫قدمها السيناريو والإخراج‬
                                     ‫فهي نماذج شائهة‪،‬‬
                                      ‫ليلي زيدان الموظفة‬       ‫بها‪ ،‬وانصرف لمحاولة‬
                                        ‫الجميلة البسيطة‬         ‫فك شفرتها ورمزيتها‬
                                   ‫والمتمردة على واقعها‪،‬‬         ‫ومحاولة سحبها على‬
                                         ‫والتي تتخذ من‬
                                        ‫احتراف الدعارة‬           ‫الشأن العام‪ ،‬منذ أن‬
                                         ‫وابتزاز الرجال‬       ‫أثارت زوبعة فيلم شيء‬
                                                            ‫من الخوف فضول المتلقي‬
                                          ‫شك ًل لتمردها‬       ‫وذكاءه‪ ،‬واعتبره أحجية‬
                                      ‫لتعيش في مستوي‬
                                                               ‫حلها ومدلولها واضح‬
                                       ‫مادي أعلي وأكثر‬      ‫باعتبار عتريس وعصابته‬
                                      ‫رفاهية‪ ،‬ثم سنية؛‬     ‫اسقا ًطا سياسيًّا‪ ،‬وقد تكرر‬
                                                            ‫هذا في غالبية الأفلام التي‬
                                          ‫تلك المرأة التي‬    ‫تلت هزيمة يونيو ووفاة‬
                                        ‫تخطت منتصف‬          ‫عبد الناصر‪ ،‬حتى لو كان‬
                                        ‫العمر واكتشفت‬
                                                              ‫التفسير متعس ًفا وزائ ًدا‬
                                                             ‫عن حاجة الفيلم الدرامية‬

                                                                           ‫والجمالية‪.‬‬
                                                                ‫ثم قدم المخرج حسين‬
                                                                 ‫كمال فيلمه الأيقوني‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143