Page 16 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020

‫العـدد ‪23‬‬ ‫‪14‬‬

‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫إسرائيل هي العدو التقليدي‪ ،‬وتم استبداله بإيران‬ ‫ُت ْح ِكم تلك القوى المهيمنة السيطرة على دول‬
‫وتركيا وقطر‪ ،‬والقوى الراديكالية الإسلامية‪ ،‬سواء‬ ‫العالم‪ ،‬وتتدخل أي ًضا في كياناته الدولية‪ ،‬التي تريد‬

‫من ال ُّسنة متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين‬ ‫الصعود والخروج عن نطاقها العربي‪ ،‬فتصبح‬
‫الإرهابية‪ ،‬أو التيارات السلفية المتعصبة‪ ،‬أو من‬ ‫المبادرات تحت وصايتها‪ ،‬ومن خلال ما ترسمه‬
‫من خطط‪ ،‬تراها لصالح توازنات القوى في منطقة‬
‫شيعة إيران المتعصبة‪ ،‬على شاكلة حزب الله‬ ‫الشرق الأوسط‪ ،‬و ُتسيّر الجميع وفق مصالحها‪،‬‬
‫والحوثيين‪ ،‬وجا ٍر التغيير على نطاق واسع في‬
‫هي وحليفتها التاريخية إسرائيل‪.‬‬
‫اللحظات التي نحيا تش ُّكلها الآن‪.‬‬ ‫ولمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية‬
‫ليس هذا فقط‪ ،‬بل يكشفون الوجوه القبيحة لمن‬ ‫والأمنية؛ تتش ّكل تكتلات جديدة للوقوف في‬
‫استمرأ موقع المغلوب على أمره‪ ،‬وتسليط الأضواء‬ ‫وجه محاور قوة أخرى من شأنها التحكم في‬
‫على ُف ْر َقتِهم وأطماعهم‪ ،‬ور ْفض الاتجار بالقضايا‪،‬‬ ‫مستقبل الأحداث ومصائر الشعوب‪ ،‬حالة تس ُّي ِدها‬
‫والتك ُّسب من ورائها‪ ،‬كما يفعل قادة الأطياف‬ ‫وسيطرتها على المنطقة‪ ،‬أعني تحالف “إيران وتركيا‬
‫الفلسطينية‪ ،‬تفرض القوى المهيمنة معطيات الواقع‬ ‫وقطر”‪ ،‬ود ْفع الجميع لما ُيفرض عليهم تحت وطأة‬
‫التي صنعت لذاتها نفو ًذا‪ ،‬والإطاحة بمن لم يستطع‬
‫الأمر الواقع‪.‬‬
‫وتعد قوى الإعلام ووسائط التواصل التكنولوجية‬
‫الحديثة جسو ًرا ُت َم ُّد وتو َّظف لتبديل الثوابت‪ ،‬التي‬
‫اعتقدت شعوب المنطقة فيها طوي ًل‪ ،‬وإحلال أخرى‬

‫محلها‪ ،‬وإيجاد منطق واقعي ونفعي لها‪ ،‬فلم تعد‬