Page 164 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 164
العـدد 23 162
نوفمبر ٢٠٢٠ وأبدله بالخوف وهو شعور
طبيعي متو ّق ٌع قه ًرا ،والقهر
شعور مكتسب دخيل –في
تص ّوري– لا ينتمي إلى أصل
صفات الإنسان ،وغرائزه.
هذا القهر إما أن يورث
الانزواء والعزلة والهزيمة،
وإما أن يورث الحماقة
والإجرام والتط ُّرف.
لم نستطع أن ندرك أن
الخوف هو المحرك الأول
للشجاعة ،وأن الشجاعة
في ظل ذلك الخوف سوف
تصحبها الحكمة والتخطيط
ودراسة الخطوات جيّ ًدا.
كذلك لم يجرؤ الإنسان على
أن يعترف لنفسه أنه مزيج
طبيعي بين الضعف والقوة،
وأنه ليس عيبًا على الإطلاق،
وليست عليه أدني مسؤولية
من جراء ضعفه هذا ،فهو
ليس ُمدا ًنا أمام أحد ،وليس
َمدينًا لأحد .ليته اعترف
لنفسه بذلك ،وتصالح مع تلك
الصفات ،و َف ِه َم ُك ْنهها بعمق،
وأدرك أن ضعفه ذلك هو أول
خطوة في طريق القوة!
فماذا لو أنكر الإنسان الأول
ضعفه أمام الطبيعة ،أمام
سيولها ،أمام فيضاناتها،
ولهيب ح ّرها ..ماذا لو وقع
في ذلك الفخ؟ الإجابة ببساطة
لاختفى الإنسان ،وانقرض
تما ًما كغيره من كائنات
انقرضت من قبل.
لم ينكر الإنسان الأول ضعفه
بل استجاب إلى فطرته فهرب!
نعم ..هرب إلى الكهوف
وسفوح الجبال ،هرب ثم