Page 161 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 161
الملف الثقـافي 1 5 9
فيلم أيامنا الحلوة كل قواه ،وتنتهي المواجهة
لصالحه.
عن« الحب والقضبان»، القوي ،لكنه يملك القوي
فالقوة الكامنة ليست ضع ًفا، الأشد ،مثل الفتوة في «التوت هنا تبدو ثقافة أخرى بعنوان
«قتلت لوحش ،أو
لكنها كمون إلى حين. والنبوت» ،كلما كان هناك
الضعف هو نقيض القوة، من يعترض قراراته ،تسلطوا حسب عنوان فيلم قام
لكن في الحياة عدة مظاهر عليه ،وراحوا يسخرون من ببطولته عادل إمام
للضعف ،منها الوقوع في “ :أنا اللي قتلت
الحب للرجل أو المرأة ،فكم الغلابة ،لذا فان دسوقي الحنش» ،بمعني
نحن ضعفاء حين نحاول ينتظر اللحظة المناسبة ،لحظة تحقق المستحيل،
جذب عواطف من نحبهم يبدو فيها الخصم الطاغية، والحنش موجود
خاصة الجنس الآخر ،كما مستع ًدا للهزيمة .فيسرع إليه
أن مشاعر الأبوة أو الأمومة بالنبوت ،حيث لا مفر من أن في ثقافتنا بكثرة،
ضعف ،والمرض هو أشد يكون قو ًّيا ،وما تلبث جماعته وينغص
حالات الضعف ،وفي السينما
المصرية فإن تعرض الأبناء أن تتصدى معه لجلال على الناس
الفتوة. حيواتهم،،
لأي نوع من الخطر هو
شدة الضعف منها المرض، وحسب رواية «الحرافيش»، ويبدو
فإن النبوت هو سيف العدالة، الكثيرون
والاختطاف ،والرسوب، سلبيين
أو الفشل ،ولذا فان أقوى لكن الطغيان أسرع في إلا واح ًدا
الأشخاص يصيرون ضعفاء الحصول على الفتونة ،وأسرة
حين يتم اختطاف أبنائهم، يطلع
مثلما رأينا في أفلام كثيرة الجبالي تعاني من جيل إلى عليه
منها “ :ملاك وشيطان» ،و آخر ،وهو أمر لم يتضح في
العفاريت» ،و»بطل للنهاية”، الأفلام المتناثرة ،لكن الحل بمفرده،
ويسترد الأبوان قوتهما حين الدموي هو الأمر الحاسم في أو جماعة،
«الشيطان يعظ» ،و”أصدقاء مثلما قرر
الشيطان» و»المطارد» ،وأي ًضا الفقراء أو
في فيلم «الحرافيش» المأخوذ الحرافيش في
فيلم “الجوع» التصدي
للطاغية الذي زرع في
قلوبهم الخوف ،ولم
يواجهه أحد ،لأنه يمتلك
المال والجبروت الجسدي،
لأنهم ضعفاء ،لكنهم
إذا توحدوا صاروا مثل
الحزمة التي يصعب كسرها
في الحكايات الشعبية.
هنا تبدو ثقافة التحمل،
أو القوة الكامنة ،أغلب
من يصارع الفتوات في
مجموعات الحرافيش لديهم
القوة ،والرغبة في مواجهة
فيلم الظهيرة العالية