Page 162 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 162

‫العـدد ‪23‬‬                                ‫‪160‬‬

                               ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬                         ‫يعود الابن من الخطر‪ ،‬كما‬
                                                                  ‫أن العشاق يصيرون أقوياء‬
 ‫دموعي»‪“ ،‬لا وقت للموع”‪،‬‬                             ‫فاتن حمامه‬
‫“الدموع الساخنة”‪ ،‬و»دموع‬                                            ‫بعودة الحبيب‪ ،‬أو شفائه‪،‬‬
                                ‫برئ تجسدة فاتن حمامة أو‬          ‫مثلما رأينا في “حكاية حب”‪،‬‬
  ‫الشيطان”‪« ،‬حب ودموع»‪،‬‬        ‫ماجدة‪ ،‬أو أم مثل أمينة رزق‪.‬‬       ‫أو “أب ًدا لن أعود»‪ ،‬أو “سيدة‬
    ‫“دموع في ليلة الزفاف»‪،‬‬     ‫ويبدو أن كلمة «دموع” ذات‬
                                ‫تأثير في التعبير عن الضعف‬                          ‫القصر”‪.‬‬
 ‫“دموع بلا خطايا”‪“ ،‬دموع‬                                          ‫وهناك حالات بعينها يمتزج‬
     ‫الفرح»‪« ،‬دموع الندم”‪،‬‬      ‫العاطفي لدي صناع الأفلام‬          ‫فيها الضعف بالقوة‪ ،‬أعلاها‬
                               ‫في بلادنا‪ ،‬لذا فإن هناك قرابة‬
  ‫و”دموع في الليل”‪“ ،‬دعني‬       ‫ثلاثين فيل ًما تحمل الكلمة في‬         ‫علاقة الإنسان بعقيدته‪،‬‬
  ‫والدموع»‪ ،‬وفي هذه الأفلام‬                                      ‫ووطنه‪ ،‬ففي حالة الدفاع عن‬
   ‫تكون الدموع المنسكبة من‬        ‫العناوين‪ ،‬ومنها ‪“ :‬دموع‬
‫المرأة غالبًا هي مصدر قوتها‪،‬‬        ‫الحب» و»دمي ودموعي‬             ‫كل منهما يصير الأضعف‪،‬‬
                                                                  ‫وما أشد قوة الإنسان وهو‬
    ‫وتجعلها تفوز في المعركة‬           ‫وابتسامتي»‪ ،‬و»ارحم‬
 ‫التي تتصدى لها‪ ،‬ففي فيلم‬                                           ‫يعلن استعداده للموت في‬
‫“ارحم دموعي» فإن الزوجة‬                                           ‫سبيل حماية الدين والوطن‪،‬‬

    ‫تقوم بطرد منافستها من‬                                           ‫ويذهب الناس للمقاتلة في‬
   ‫بيتها حفا ًظا على كرامتها‪،‬‬                                      ‫سبيل ذلك بقوة‪ ،‬وفي فيلم‬
  ‫ولكن الخصمة تدبر أمرها‬                                           ‫“بور سعيد» لعز الدين ذو‬
    ‫بحيث يضغط الزوج على‬
                                                                     ‫الفقار‪ ،‬فإن كل البسطاء‬
      ‫المرأه للذهاب للاعتذار‬                                           ‫الضعفاء يتحولون إلى‬
     ‫في محفل عام‪ ،‬وهي تعد‬                                             ‫مقاتلين في أحياء المدينة‬
 ‫الخطوات‪ ،‬وفي نهاية المشهد‬                                            ‫بدون تدريب‪ ،‬أو سلاح‬
‫تفقد الوعي‪ ،‬تحسبًا لكرامتها‪،‬‬
   ‫ما يغير من موقف الزوج‪،‬‬                                           ‫متطور‪ ،‬وتنجح مقاومتهم‬
     ‫وهو يرى دموع زوجته‬                                            ‫وهم يهاجمون‪ ،‬ويصنعون‬
‫المعبرة عن الضعف‪ ،‬ويتحول‬                                            ‫من أجسادهم حائ ًطا أمام‬
    ‫الموقف كله لصالح المرأة‬
    ‫التي لم تكن تكن مشاعر‬                                            ‫القوات المعادية‪ ،‬واتضح‬
 ‫عاطفية حقيقية لزوجها قبل‬                                          ‫هذا في القوة التي استبدت‬
‫تلك الحادثة‪ ،‬وقد كانت فاتن‬                                        ‫بالمناضلة الشابة في «جميلة‬
  ‫حمامة هي سيدة مثل هذه‬                                          ‫بوحيرد»‪ ،‬فهي ليست مؤهلة‬
‫المواقف التي تجمع بين القوة‬                                      ‫للنضال‪ ،‬لكن قوة ما تملكتها‬
‫والضعف بشكل عام‪ ،‬فهي لا‬
  ‫تبكي بسهولة مهما اشتدت‬                                               ‫بد ًل من السلبية‪ ،‬وهي‬
  ‫الأمور‪ ،‬تجمع بين الكبرياء‬                                         ‫تتحمل مسئولية المجابهة‪،‬‬
  ‫والمرأة الضعيفة التي عليها‬                                         ‫وأطرف ما في الأمر أنها‬
‫الخروج من الأزمات المتعددة‬
 ‫في “سيدة القصر» و”أيامنا‬                                                  ‫شخصية حقيقية‪.‬‬
     ‫الحلوة» و»نهر الحب”‪،‬‬                                         ‫أما منتهي التوحد بين القوة‬
   ‫وأي ًضا في «دعاء الكروان»‬
                                                                     ‫والضعف فتبدو واضحة‬
         ‫و”الحرام» وغيرها‬                                           ‫عندما تبكي المرأة وتنهمر‬
                                                                     ‫دموعها‪ ،‬مهما كان شكل‬
                                                                   ‫البكاء‪ ،‬من صمت تنزل فيه‬
                                                                   ‫الدموع الصامتة فوق وجه‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167