Page 159 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 159

‫الملف الثقـافي ‪1 5 7‬‬

‫مثلما حدث في فيلم «الظهيرة‬           ‫أغلب الأفلام التي‬         ‫وفي الضعف قوة‪ ..‬صورٌ سينمائية‬
     ‫العالية»‪ ،‬لألفريد زينمان‬
                                      ‫شاهدناها في السينما‬
‫‪ ،1952‬أما في العقود الأخيرة‬     ‫المصرية والعالمية تعتمد على‬
‫فقد اتضح ذلك بقوة في أفلام‬     ‫موضوع أن في الضعف قوة‪،‬‬
                                 ‫وأن الضعيف الذي تعرض‬
  ‫من أشهرها مجموعة «طفل‬         ‫لجبروت الأقوياء‪ ،‬ونال من‬
     ‫الكاراتيه»‪ ،‬والتي تسبب‬     ‫إيذائهم سوف يكرس حياته‬
     ‫نجاحها في توليد ظاهرة‬      ‫كي يصير قو ًّيا‪ ،‬وينتقم من‬
      ‫سينمائية كبيرة في هذا‬     ‫العتاة الجبارين‪ ،‬إنها الفكرة‬
                                ‫المشهورة باسم اليانكي‪ ،‬أي‬
 ‫الاطار‪ ،‬ومنها أي ًضا مجنوعة‬   ‫الأمريكي‪ ،‬بمعني أنه عليك أن‬
‫أفلام «مولان»‪ ،‬وتدور الفكرة‬      ‫تنتصر أو تموت برصاص‬

  ‫على أساس أن مجموعة من‬             ‫الخصم‪ ،‬لذا فليس أمام‬
    ‫الصبية الأشداء يقومون‬      ‫الإنسان سوى أن بتغلب علي‬

  ‫بالتعرض بالضرب لصبي‬            ‫ضعفة‪ ،‬ويتعلم كيف يكون‬
   ‫صغير‪ ،‬ضعيف‪ ،‬لا يمكنه‬          ‫قو ًّيا‪ ،‬أو يموت‪ ،‬وقد انتقلت‬
 ‫مقاومتهم‪ ،‬وينتظر أن تتكرر‬       ‫هذه الفكرة عبر العقود من‬
 ‫العلقة الساخنة كلما قابلوه‪،‬‬    ‫أفلام الويسترن‪ ،‬إلى الأفلام‬
                                 ‫البوليسية التي أبطالها من‬
     ‫فيلجأ إلى مدرب صيني‬
  ‫للكاراتيه يعلمه كيف يحول‬         ‫ضباط التحقيقات؛ الذين‬
‫ضعفه إلى قوة‪ ،‬وينتصر على‬          ‫يعانون من أسباب عديدة‬
‫خصومه في أكثر من مباراةـ‬
                                                  ‫للهزيمة‪،‬‬
                                                 ‫وعليه في‬                                     ‫محمود قاسم‬

                                                   ‫النهاية‬
                                                ‫أن ينتصر‬
                                                ‫في قضيته‬
                                                 ‫الوظيفية‬
                                               ‫والشخصية‬
                                             ‫م ًعا‪ ،‬ومن هنا‬
                                               ‫ولدت فكرة‬
                                              ‫البطل الفرد‪،‬‬
                                               ‫الذي يجابه‬
                                          ‫الخصوم‪ ،‬ومهما‬
                                                ‫كانت قوته‬
                                           ‫فهو أضعف من‬
                                            ‫الجماعة‪ ،‬بينما‬
                                               ‫أبناء المدينة‬

                                                  ‫يخافون‬
                                                  ‫المجابهة‬
   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164