Page 160 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 160

‫العـدد ‪23‬‬                                            ‫‪158‬‬

                               ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

 ‫نراهم باسم الفتوات‪ ،‬وفي‬                          ‫«الثأر”‪.‬‬                               ‫إنه التريب الذي يخرج‬
‫«الفرن» فإن القوي هو من‬        ‫علمتنا التجربة أننا معجبون‬                               ‫الضعف ويحوله إلى قوة‬
 ‫يملك المال والصحة وقادر‬
                                 ‫بالأقوياء‪ ،‬خاصة إذا كانوا‬                                           ‫منتصرة‪.‬‬
       ‫على معاشرة النساء‬       ‫من أهل الخير‪ ،‬والجمهور لا‬                              ‫شاهدنا هذه الظاهرة أي ًضا‬
         ‫واغتصابهن‪ ،‬ربما‬        ‫يسامح بالمرة المستضعفين‬                             ‫في السينما المصرية في أفلام‬
           ‫أمام أزواجهن‪،‬‬                                                             ‫مأخوذة عن سينما أمريكية‬
          ‫وعليه فإن زوح‬            ‫الذين يتركون وجوههم‬                              ‫حول الموضوع نفسه‪ ،‬ففيلم‬
         ‫المرأة التي يرغبها‬      ‫عرضة لضربات الأشرار‪،‬‬
              ‫مريض‪ ،‬أي‬         ‫وهم يصرخون‪ ،‬مثلما حدث‬                                    ‫“الأبطال» لحسام الدين‬
              ‫ضعيف‪ ،‬أي‬           ‫للصحفي عصفور في فيلم‬                                 ‫مصطفي مأخوذ عن الفيلم‬
                ‫عاجز‪ ،‬لذا‬        ‫“سر طاقية الإخفاء»‪ ،‬ولم‬                              ‫الأمريكي “نيفادا سميث»‪،‬‬
            ‫فإنه ينال منه‬      ‫يتقبل الناس هذه الشخصية‬
              ‫امرأته بدون‬        ‫بضعفها‪ ،‬ولم تمنح للممثل‬                                ‫حول طفل يشاهد القتلة‬
                  ‫مقاومة‪،‬‬      ‫عبد المنعم إبراهيم أي فرصة‬                                ‫يذبحون أسرته‪ ،‬ويقرر‬
                      ‫أما‬      ‫للبطولة بعد ذلك‪ ،‬وقد رأيناه‬                            ‫البحث عنهم للانتقام حين‬
                   ‫الشاب‬                                                              ‫يكبر‪ ،‬وهو موضوع سبق‬
                    ‫الذي‬             ‫كثي ًرا يجسد شخصية‬                              ‫للسينما الأمريكية أن قدمته‬
                    ‫سلبه‬           ‫الضعيف الذي لا يمكنه‬                                 ‫في فيلم “المنتقم” إخراج‬
                  ‫ميراثه‪،‬‬          ‫التصدي للشرير العفي‪،‬‬                                   ‫هنري كنج‪ ،‬حيث يجد‬
                   ‫واسمه‬       ‫مثلما حدث في فيلم “توبة»‪،‬‬                              ‫مواطن عادي لا يتسم بأي‬
                  ‫عوض‪،‬‬                                                               ‫قوة نفسه مضط ًّرا للانتقام‬
                  ‫فيحاول‬              ‫و”السفيرة عزيزة”‪.‬‬                                 ‫من عدة رجال اغتصبوا‬
               ‫إثبات قوته‬           ‫ليست لدينا ثقافة‪  ‬فتي‬                           ‫امرأته‪ ،‬وفي النهاية‪ ،‬يكتشف‬
                                   ‫الكاراتية‪ ،‬وهي التدريب‬                                 ‫أن الفاعلين الحقيقيين‬
   ‫أكثر من مرة بمواجهته‪،‬‬          ‫بإصرار بهدف الانتصار‬                                  ‫ما زالوا طلقاء‪ ،‬وعليه أن‬
            ‫والتغلب عليه‪.‬‬          ‫على الخصم‪ ،‬بقدر ما أن‬                               ‫يجدد المحاولة من جديد‪،‬‬
                                 ‫كثيرين من أبطالنا يميلون‬                               ‫أي أن المواطن الضعيف‬
    ‫عوض هذا يتظاهر بأنه‬        ‫إلى الخنوع‪ ،‬لكن لقمة العيش‬                              ‫سوف يتوح‪ ،‬وهو يسعي‬
     ‫ألثغ اللسان ليؤكد على‬       ‫يبعث نقصانها‪  ‬الرغبة في‬                                ‫إلى الانتقام‪ ،‬وهي الفكرة‬
                                   ‫الحصول عليها‪ ،‬بطريقة‬                              ‫التي اقتبسها محمد خان في‬
       ‫أنه عبيط ضعيف لا‬           ‫مقولة بيتهوفن أن الجائع‬                           ‫واحد من أفلامه الأولى باسم‬
   ‫يقدر على مواجهة المعلم‪،‬‬      ‫يسمع الموسيقا‬
  ‫وعندما يذهب إليه مطالبًا‬     ‫ببطنه‪ ،‬وفي فيلم‬
   ‫بالحق يعرضه للسخرية‬           ‫«الفرن» فإن‬
 ‫والطرد‪“ :‬كلمة الحق لازم‬        ‫الطاغية رجل‬
   ‫تمشي»‪ ،‬وفي مشهد آخر‬         ‫قوي الجثمان‪،‬‬
   ‫فإن عوض يصفع المعلم‬               ‫صورة‬
 ‫صفعة واحدة‪ ،‬هي صفعة‬             ‫نمطية من‬
   ‫الضعيف‪ ،‬فيكون جزاؤه‬         ‫كافة فتوات‬
‫أن يتلقى من المعلم ضربات‬           ‫الأحياء‬
‫قاتلة‪ ،‬لكن في المواجه الثانية‬    ‫الشعبية‬
  ‫يكون الشاب قد استجمع‬              ‫الذين‬

                                                                 ‫فيلم طفل الكارتية‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165