Page 174 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 174
العـدد 23 172
نوفمبر ٢٠٢٠
ستتبنى نفس المواقف وبنفس تلك أحمد عبد العاطى حجازى أمل دنقل محمود حسن إسماعيل
الحماسة أم كنت ستنتهج نه ًجا
إحداث ثورة ثقافية كبرى تقتلع هذا القبيل .هل الشعوب
مختل ًفا يعبر بك إلى الضفة الأخرى كل مفاهيم التخلف .وأمل دنقل العربية تهوى تقديس
من ال ّشعر بأق ِل الخسائر الممكنة، رموز بعينها وترفعها
التي فرضتها ضريبة العبور بالمناسبة شاعر موهوب ابن لمكانة خاصة لا ُيسمح
«بجيو ٍب مثقوب ٍة وصد ٍر مكشو ٍف ظروف سياسية واجتماعية معينة؛ لأحد بالمساس بها؟ متي
للري ِح»؟ نتعلم أننا جمي ًعا -في كافة
لو ،أظن أنها «لو» التي تفتح باب واكتسب شهرته من التعبير عن المجالات -بش ٌر؛ ُنخ ِطئ
الشيطان وتفتح أي ًضا أبواب وعي الجماهير بداية من كلمات و ُنصيب وكلنا نخضع
جهنم .لو عاد بي الزمن في سبارتاكوس وانتهاء بقصيدة لا لمقصلة النقد بما في ذلك
نفس الظروف لفع ْل ُت ما فع ْل ُت تصالح؛ وهما القصيدتان اللتان تلك الرموز كوضع طبيعي
حققتا أكبر شهرة بين قصائد أمل؛
بالضبط ،لكن كل ما كنت أتمناه أن لكن موقفه من المرأة وموقفه من ج ًّدا كوننا آدميين؟
أتصرف مع الظروف الاجتماعية فكرة الثأر أفكار بالغة التخلف؛
والاقتصادية الشخصية بشكل أظن أن تقديس الرموز عرض
أكثر حكمة ،لأكرس كل طاقتي والقصائد التي يعبر فيها عن من أعراض التخلف ،والشعوب
للقضية ،وبالمناسبة ليست هناك الموقف السياسي مباشرة أكثر مما
ضفة أخرى للشعر أو للإبداع ينبغي .أتساءل أحيا ًنا ،ما الشعر في الناطقة بالعربية التخلف هو
«لا تحلموا بعالم سعيد /فخلف كل العامل المشترك الأكبر بينها،
عمو ًما ،السير مع قطيع «المبدعين» قيصر يموت قيصر جديد» ،بعي ًدا وبالتالي ليس من المستغرب
لا يمكن أن ينتج إبدا ًعا ،ينتج تقديس الأفراد! الثقافة الدينية
عن الوزن والقافية (وبالمناسبة عامل كبير أي ًضا ،والحديث عن
نس ًخا مكررة ،والنسخ المكررة لا هذان البيتان من أشهر أبيات أمل). تقديس الرموز الدينية التاريخية
علاقة لها بالإبداع من قريب أو والحديث عن أمل دنقل بالتفصيل ربما يدفعنا خارج السياق،
بعيد .ربما كنت أتمنى أي ًضا أن وبالتالي أكتفي بالإشارة إليها.
تسمح الظروف بتحالفات مختلفة، يتطلب دراسة طويلة .فنيًّا يقف وتعلم أننا جمي ًعا بشر نخطئ
وبالمناسبة كانت التحالفات في أمل بين صلاح عبد الصبور ونصيب لا يمكن أن يأتي قبل
تلك الفترة بنت الظروف ،كانت
وأحمد عبد المعطي حجازي ،ولم
يتجاوز أ ًّيا منهما ،وفكر ًّيا تجاوزه
صلاح على الأقل بمسافة كبيرة.
بعد ك ّل ما مررت به وما حققته ،لو
عاد ب َك الزمان إلى الوراء هل كن َت