Page 176 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 176

‫العـدد ‪23‬‬                             ‫‪174‬‬

                                  ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫كثي ًرا عندها‪ ،‬ولا يكون لديه وقت‬       ‫أح ًدا في اللجنة قد قرأ الكتاب‪،‬‬   ‫انتخابات في حيات َك بما‬
‫كاف للانشغال بها والسعي إليها‪.‬‬       ‫لقد تم استبعاده من التصفيات‬          ‫فيها انتخابات «اتحاد‬
‫المشكلة في الانشغال بها والسعي‬    ‫الأولى‪ ،‬وفاز في ذلك العام الدكتور‬      ‫الكتاب»‪ ،‬وكذلك بالنسبة‬
                                   ‫محمد عناني بمسرحية ثانوية من‬            ‫للجوائز فقد فعلتها‬
   ‫إليها‪ .‬لكن إذا جاءت بدون ذلك‬    ‫مسرحيات شكسبير ترجمت عدة‬              ‫وتقدم َت لها مر ٍة واحد ٍة‪،‬‬
  ‫فلا بأس إن كانت جائزة حسنة‬       ‫مرات من قبل‪ .‬لا أقول إنني أحق‬        ‫بعد الكثير من التردد‪ ،‬ولم‬
  ‫السمعة‪ .‬لكن يبقى السؤال‪ :‬هل‬        ‫من محمد عناني بالجائزة‪ ،‬لكن‬        ‫تحصل عليها‪ ،‬وقل َت‪ :‬إنني‬
‫هناك جائزة حسنة السمعة؟ حتى‬         ‫كتاب البحث عن الوعي أجدر بها‬        ‫لا أصلح للجوائز؛ وبالطبع‬
 ‫نوبل سيئة السمعة‪ .‬وهي بالطبع‬     ‫من تلك المسرحية‪ ،‬حتى وإن كانت‬          ‫أنا متأكد منذ صباي من‬
                                    ‫لشكسبير‪ .‬بعد ذلك كان لي الحظ‬        ‫أنني لا أصلح للانتخابات‬
    ‫قد تشكل إحبا ًطا‪ ،‬لكن لأولئك‬    ‫في الاشتراك في التحكيم في ثلاث‬
            ‫الذين يسعون إليها‪.‬‬     ‫جوائز‪ ،‬وعرفت الدهاليز‪ ،‬وتأكدت‬             ‫مهما كان نوعها‪.‬‬

  ‫أن َت لا تنسى أب ًدا أن َك‬           ‫أنني لا أصلح للجوائز‪ .‬إنهما‬      ‫صحيح مازل ُت عند رأيي‪ ،‬لا أصلح‬
  ‫شاع ٌر‪ ،‬تمار ُس الطب‬                        ‫لعبتان قذرتان غالبًا‪.‬‬         ‫للانتخابات ولا تصلح لي‪ ،‬ولا‬
  ‫وأن َت شاع ٌر‪ ،‬وحين‬
  ‫تترجم ُتعرف نفس َك‬              ‫هل تظن أن هذه الامتيازات‬              ‫أصلح للجوائز ولا تصلح لي‪ .‬ربما‬
‫على أن َك “ شاع ٌر يترجم‬          ‫والاحتفاءات لها تأثير في‬                 ‫كانت الجوائز والانتخابات أبناء‬
  ‫“بحثت عن دواوين َك‬              ‫مسيرة الكاتب الإبداع ّية؟‬
 ‫المنشورة‪ ،‬وجدت على‬                                                     ‫عمومة‪ .‬لأن من يصلح للانتخابات‬
 ‫موقع ويكبيديا ومواقع‬                ‫وهل هي فع ًل تشكل‬                    ‫يصلح للجوائز غالبا ومن يصلح‬
 ‫أخرى يذكرون أربعة‬                 ‫إحباطا لدى البعض من‬                         ‫للجوائز يصلح للانتخابات‬
 ‫دواوين فقط آخرها تم‬                ‫أن الإبداع الحقيقي لا‬                   ‫غالبًا‪ .‬يمكن أن أقول باختصا ٍر‬
‫نشره عام ‪( .2001‬أزدحم‬             ‫ُينظر إليه بحياد ّية وتقييم‬              ‫إن الانتخابات والجوائز لعبتان‬
‫بالممالك‪ :‬أصوات ‪/1980‬‬                                                     ‫قذرتان غالبًا‪ .‬الانتخابات لا يفوز‬
                                          ‫حقيقيين؟‬                       ‫بها الأجدر‪ ،‬والجوائز لا يفوز بها‬

                                    ‫أظن أن المبدع الحقيقي لا يتوقف‬      ‫الأجدر‪ .‬قلت ذات يوم أجرب حظي‬
                                                                        ‫وتقدمت بكتاب بعنوان «البحث عن‬

                                                                                          ‫الوعي‪ :‬مقاربة‬
                                                                                              ‫بيولوجية‬

                                                                                          ‫عصبية»‪ ،‬وهو‬
                                                                                            ‫كتاب يجمع‬
                                                                                            ‫بين الفلسفة‬

                                                                                          ‫وآخر تطورات‬
                                                                                           ‫علم الأعصاب‬

                                                                                               ‫بأسلوب‬
                                                                                            ‫سهل موجه‬
                                                                                         ‫للجمهور وليس‬
                                                                                          ‫للمتخصصين؛‬
                                                                                              ‫وأراهن أن‬
   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181