Page 181 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 181

‫مسألة تحريم مفردات معينة بعد شيوعها ثم‬

‫استخدام مفردات جديدة للتعبير عما كانت تعبر‬                                    ‫عاجز جنسيًّا تما ًما والعشيق يتمتع‬
‫عنه المفردات القديمة أمر يحدث في كل اللغات‬                                     ‫بقوة جنسية والمرأة تعشق وتلبي‬
 ‫تقريًبا‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك أنني لا أؤمن بوجود‬                               ‫احتياجاتها مع العشيق‪ ،‬وقد جاءت‬
                                                                               ‫العلاقة بشكل عفوي تما ًما لتبعث‬
     ‫مترادفات في اللغة‪ ،‬يكون استخدام بعض‬
 ‫المفردات ضرور ًّيا‪ ،‬والسؤال الذي ينبغي طرحه‪:‬‬                                    ‫في ليدي تشاترلي الحياة بعد أن‬
‫هل عبرت المفردة عن الدلالة التي يسعى إليها‬                                        ‫ذبلت‪ ،‬وأظن أن وصف حالتها‬
                                                                                   ‫قبل هذه العلاقة تمهيد أي ًضا‬
                                    ‫الكاتب أم لا؟‬                              ‫لهذه العلاقة بحيث لا نستهجنها‪،‬‬
                                                                                 ‫بل بالعكس ربما نتعاطف معها‬
   ‫لقد تفرغت لمدة عام‬                                     ‫أسطورة‬
 ‫ونصف لترجمة رسائل‬                 ‫ذات يو ٍم تستيقظ حوا ُء وقد استب َّد‬             ‫ونعيش معها بعثها الخاص‪،‬‬
  ‫الكاتب الشهير إرنست‬               ‫بها ال َّض َجر‪ ،‬ترى ثديين ناضجين‬          ‫ونبتهج لها‪ ،‬مثلما حزننا من الحالة‬
  ‫هيمنجواي‪ ،‬وفي اليوم‬                                                         ‫التي وصلت إليها قبل العلاقة‪ .‬ولا‬
  ‫الذي كان يفترض أن‬                      ‫في ال َّص ْدر وقلبًا طاز ًجا بين‬
 ‫تنتهي فيه من الترجمة؛‬                ‫الضلوع‪ .‬بيدين ترتجفان عش ًقا‬                    ‫ينبغي أن ننسى الإنجاب‪.‬‬
  ‫شعرت بتراخ غريب‪،‬‬                   ‫تقطف حواء تفاح ًة‪ ،‬بشب ٍق تلتهم‬
 ‫وكأنك لا تريد أن تفارق‬             ‫النصف وبشبق‪ ،‬أي ًضا‪ ،‬تعصر ما‬              ‫هل للمرأة الحق في الحديث‬
‫الكتاب أو يعز عليك فراق‬               ‫تبقى في حلق آدم‪ ،‬وكان آدم لا‬            ‫عن الجنس أو التفكير فيه‬
 ‫كاتبه‪ .‬لا أدري ربما كان‬           ‫يزال صبيًّا صغي ًرا يلهو في بساتين‬         ‫أو المطالبة بحقها فيه دون‬
‫الطرف الآخر‪-‬هيمنجواي‪-‬‬               ‫أبيه‪ ،‬وفجأ ًة تتحرك المياه الراكدة‪.‬‬       ‫أن ُيعد هذا تجاو ًزا منها أو‬
 ‫هو من يعز عليه فراقك‬                                                          ‫قلة تربية؟ وهل هذا يعد‬
‫فليس بالسهل على شخص‬                                    ‫المياه الراكدة‬         ‫ح ًقا «إنسان ًّيا‪ ،‬بيولوج ًّيا‪،‬‬
‫في العالم الآخر أن يجد من‬                        ‫تحركها المرأة دائ ًما‬        ‫دين ًّيا‪ ،‬ثقاف ًّيا» من الأساس‬
 ‫يمد إليه يده ويعيد إليه‬                                                       ‫تتساوي فيه مع الرجل؟‬
‫الحياة من جديد‪ .‬على مدار‬                                 ‫لا الرجل‪.‬‬
 ‫‪ 14‬شه ًرا هيمنجواي كان‬                        ‫***‬                              ‫إن الجنس فعل ثنائي‪ ،‬فعل بين‬
‫يستأنس بك‪ .‬وهو من كان‬               ‫ذا َت يو ٍم‪ ،‬وقد نضج القلب تما ًما‪،‬‬       ‫امرأة ورجل عادة‪ ،‬على ما يفترض‪.‬‬
‫يتمسك بقبضة يدك حين‬                   ‫استب َّد بحواء الشو ُق‪ ،‬الشوق لا‬
  ‫أحس بقرب انفلاتها‪.‬‬                  ‫الشيطان‪ ،‬فما كان للشيطان أن‬                   ‫ويفترض أن يكون الطرفان‬
                                      ‫يتسلل إلى جنة الرب بعد كل ما‬             ‫متساويين فيه وإلا كان أي شيء‬
   ‫أوه‪ ،‬يا لها من ذكريات! الحكاية‬   ‫كان منه في تلك الحكاية الشهيرة‪.‬‬              ‫آخر‪ .‬في الجنس يجوز للمرأة ما‬
     ‫طويلة ومفعمة بالمشاعر‪ .‬تبدأ‬                                              ‫يجوز للرجل‪ ،‬على الرغم من أنوف‬
                                                            ‫***‬
                                     ‫ذات يوم تفضل حوا ُء الحيا َة على‬             ‫كل المجتمعات المتخلفة‪ .‬الجنس‬
                                                                                  ‫فعل بيولوجي من طراز رفيع‪،‬‬
                                      ‫الأرض بق ْل ٍب ناب ٍض على الحيا ِة‬         ‫وحين يرتبط بالحب يكون فع ًل‬
                                   ‫بقلب ميت في السماء‪ ،‬ولم يك ْن آد ُم‬          ‫إنسانيًّا بامتياز‪ .‬ينبغي أن نتذكر‬
                                                                                ‫دائ ًما أن الإنسان طرد من الجنة‬
                                      ‫إلا تاب ًعا مطي ًعا‪ ،‬ور َّبما كان على‬       ‫ليعمر الأرض‪ ،‬بعد أن تحركت‬
                                     ‫يقي ٍن من شيء لم َت ُب ْح به ال ُك ُتب‪.‬‬    ‫فيه الرغبة‪ ،‬ويفترض أنه نزل إلى‬
                                                                                 ‫الأرض ليمارس الحب‪ .‬وهذا ما‬
                                                  ‫‪.2013 /4 /20‬‬
                                                                                          ‫يقال في النص التالي‪:‬‬
   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186