Page 210 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 210

‫العـدد ‪23‬‬                                            ‫‪208‬‬

                                                                                                        ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

     ‫قهوة الصحافة‪..‬‬
‫خالد اسماعيل يحكي‬

         ‫سعد القليعي عن المقهى‬
‫الذي آلت إدارته لق ّواد‬

      ‫إذ المتن والرئيس ما هو إلا‬        ‫في حوا ٍر قديم سؤا ًل مباش ًرا‬   ‫خالد إسماعيل‪ ،‬أحد الساردين‬
    ‫تجمي ٌع للهوامش والثانويات‪،‬‬       ‫استخلصت من إجابته عنه رأيه‬
 ‫وقد اكتشفت هذا في أعمال خالد‬       ‫السابق‪ ،‬وأزع ُم أن خالد إسماعيل‬         ‫القلائل ج ًّدا في جيله ‪-‬وربما‬
    ‫إسماعيل في وقت مبكر‪ ،‬ربما‬        ‫هو روائ ُّي من أصحاب المشاريع‬           ‫على الإطلاق‪ -‬الذين يملكون‬
  ‫في روايته الأولى «عقد الحزون»‬     ‫والعوالم‪ ،‬يعك ُف بدأب وبلا تعجل‬          ‫الجرأة لإعلان عدم رضاهم‬
 ‫والتي صدرت عام ‪ ،1999‬أ ّما ما‬                                                ‫عن حال السرد المصري في‬
 ‫جعلني أكتشفه فهو تجرب ٌة جرت‬             ‫على إقامة مشروعه الخاص‬            ‫العقدين الأخيرين‪ ،‬فه ُو يرى‬
  ‫لي مع الرواية‪ ،‬لا يعلم بها خالد‬    ‫وبنائه‪ ،‬منذ مجموعته القصصية‬           ‫أن في منتوجات أدب الرواية –‬
 ‫إسماعيل‪ ،‬فقد عزمت على تحويل‬                                             ‫تحدي ًدا‪ -‬والتي تضاعفت بشك ٍل‬
  ‫الرواية إلى عم ٍل درامي ربما في‬      ‫الأولى «درب النصارى» والتي‬           ‫لافت وازدحمت بها الرفوف‬
  ‫العام التالي لظهورها‪ ،‬واجتهد ُت‬     ‫صدرت عام ‪1997‬م‪ ،‬ولعل أه َّم‬         ‫لدرجة تصعب معها المتابعة أو‬
‫في إنجاز ما عزمت عليه‪ ،‬لكنني لم‬                                         ‫تستحيل‪ ،‬يرى أن أكثر ما في هذا‬
‫أستطع أن أكتب ما يحفظ للرواية‬           ‫معال ِم هذا المشروع‪ ،‬من حيث‬       ‫الزحام والضجة ‪-‬على عكس ما‬
‫روحها وحقها في البقاء‪ ،‬وفي نفس‬      ‫الشكل‪ ،‬هو الاستناد إلى التفاصيل‬       ‫يبدو‪ -‬انحرا ًفا ع ّما كان مأمو ًل‬
   ‫الوقت يرضي من يرتهن تنفيذ‬                                             ‫من هذا الف ّن العظيم‪ ،‬من دو ٍر في‬
    ‫العمل برضاهم‪ ،‬الرواية‪ ،‬وكل‬          ‫الصغيرة‪ ،‬وغزلها بغيرها من‬       ‫صناعة وجداننا وإثرائه‪ ،‬وتشكيل‬
   ‫رواياته تقريبًا‪ ،‬كل شخوصها‬            ‫التفاصيل الصغيرة الأخرى‪،‬‬         ‫وعينا وثقافتنا ذات الخصائص‬
‫بط ٌل وثانو ٌّي في نفس الوقت‪ ،‬وكل‬       ‫في تداخ ٍل ُيشبه تداخ َل خيوط‬   ‫التي لا تخ ُّص سواها من ثقافات‬
 ‫أحداثها رئيس ٌي وهامش ٌّي أي ًضا‪،‬‬   ‫النسيج التي تراها للوهلة الأولى‬     ‫الأمم‪ ،‬انحرا ٌف يعذ ُر من سقطوا‬
 ‫وتلك معضلة تقف أمام تحويلها‬           ‫متاهة من الخيوط والألوان‪ ،‬ما‬        ‫فيها فأسقطوا معهم هذا الفن‬
  ‫لدراما ويتطلب حلُّها من الوقت‬         ‫إن تكتمل حتى تستوى لوحة‬           ‫في غالب منتوجاته‪ ،‬سعيًا وراء‬
                                      ‫للحيا ِة كما يراها هو‪ ،‬فالأحداث‬    ‫الجوائز أو الترجمة‪ ،‬وقد سألته‬

                                          ‫في رواياته ليس فيها حد ٌث‬
                                     ‫هامش ّي وآخر مهم‪ ،‬كلها أحدا ٌث‬
                                      ‫هامشي ٌة ومهم ٌة في ذات الوقت‪،‬‬
   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215