Page 213 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 213

‫‪211‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫إنتصار عبد المنعم‬                 ‫الشاعر السوري‬
                                       ‫«شاهر خضرة»‬
                                       ‫رحلة الشعر‬
                                       ‫والمنافي‬

   ‫الواقع‪ ،‬مفض ًل ألا يكون شعره‬        ‫كان آخرها (فم آخر للماء) ‪2019‬‬       ‫لا يعرف التاريخ الحديث شاع ًرا‬
  ‫مرآة ذاتية لحياته‪ ،‬ففي رأيه أن‪:‬‬      ‫عن دار تكوين في دمشق‪ ،‬وبمقدمة‬
  ‫«الشعر هو الواقع الممكن وليس‬                                               ‫جرب المنافي شر ًقا وغر ًبا‪ ،‬مثل‬
 ‫الواقع الذي حصل‪ ،‬والواقع الذي‬                   ‫وافية للشاعر أدونيس‪.‬‬       ‫الشاعر السوري شاهر خضرة‪.‬‬
  ‫حصل أغناني كثي ًرا»‪ .‬ولكن على‬        ‫تعالت روح الشاعر شاهر خضرة‬           ‫ورغم ذلك‪ ،‬فأشعاره تكاد تخلو‬
   ‫الرغم من محاولته الهروب من‬           ‫على كل مشاهد الخراب الإنساني‬
  ‫واقعه الذي طوف به بين أرجاء‬                                                  ‫من أحداث حياته الثرية بكل‬
                                           ‫الذي يحيط به في كل مكان‪ .‬لم‬      ‫صنوف المعاناة؛ أسفاره من بلد‬
     ‫العالم طالبًا للجوء الإنساني‪،‬‬        ‫يجد في نفسه الرغبة ليخلد هذه‬
   ‫ومطار ًدا أحيا ًنا‪ ،‬إلا أن القصائد‬   ‫المآسي شع ًرا‪ ،‬بعدما تشبع بها في‬      ‫إلى آخر بحثًا عن لقمة العيش‬
   ‫تشهد على ترحاله الدائم‪ ،‬حيث‬                                              ‫في البداية‪ ،‬ثم اعتقال وملاحقات‬
 ‫حرص على ذكر المكان الذي كتب‬                                                ‫في موسم ثورات الربيع العربي‪،‬‬
 ‫فيه كل قصيدة «إربد‪ ،‬الناصرية‪،‬‬                                             ‫وقصف لبيته‪ ،‬وترحاله من مكان‬
                                                                             ‫لآخر بحثًا عن الأمن‪ ،‬والأبواب‬
       ‫دمشق‪ ،‬الشارقة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬                                              ‫الموصدة أمامه‪ ،‬التي أسلمته إلى‬
     ‫بودابست‪ ،‬الزبداني‪ ،‬سوسة‪،‬‬                                               ‫تيه المنافي‪ .‬شاهر خضرة‪ ،‬شاعر‬
   ‫إسبانيا»‪ ..‬وغيرها‪ .‬كما حرص‬                                             ‫سوري يعيش الآن لاجئًا في ألمانيا‪،‬‬
   ‫على تدوين تاريخ القصائد‪..‬‬                                              ‫صدرت أعماله الكاملة في مجلدين‬
   ‫وهذا التاريخ يحيلنا إلى ما‬                                               ‫عن المؤسسة العربية للدراسات‬
     ‫كان يكتبه الشاعر يوميًّا‬
   ‫على «الفيس بوك» في أثناء‬                                                             ‫والنشر البيروتية‪،‬‬
                                                                                        ‫ومن قبل‪ ،‬صدر له‬
       ‫القصف على دمشق‬                                                                   ‫ما يزيد عن عشرة‬
‫والناصرية‪ ،‬والتي جمعها‬
‫في كتاب (يوميات شاعر‬                                                                       ‫دواوين شعرية‬
                                                                                            ‫باللغة العربية‬
    ‫«منتهي» تاريخه)‪،‬‬                                                                     ‫الفصحى‪ ،‬وباللغة‬
                                                                                         ‫الدارجة السورية‪،‬‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218