Page 216 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 216

‫العـدد ‪23‬‬                                                                     ‫‪214‬‬

                                                             ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫إيقاعات ورؤى جمالّيات الق ّص‪..‬‬                                                                                              ‫مّيادة أنور الصعيدي‬
‫مجموعة «مسافة كافية»‬
 ‫لجعفر العقيلي أنموذ ًجا‬                                                                                                    ‫(فلسطين)‬

   ‫المعاصرة‪ ،‬ومتف ّه ًما لردود فعل‬                            ‫القا ّص تشكي ًل خا ًّصا معبّ ًرا من‬                           ‫إ ّن ال ّطاقة المش ّعة في لغة أ ّي‬
  ‫الق ّراء على تباينها‪ ،‬وصياغة ك ّل‬                          ‫خلاله عن فكره وأحاسيسه‪ ،‬فإن‬                                    ‫عم ٍل أدب ّي هي ما تجذب إحساس‬
 ‫الهثّذارثورذةا‪،‬كب فحيي قثالي ٍكبوفننّ ٍّيعمللاهيمحرتكمبًلا‬                                                                 ‫الباحث بجماليّاتها‪ ،‬محاو ًل التقاط‬
  ‫أصي ًل يل ّمح ولا يص ّرح‪ ،‬مزي ًجا‬                              ‫تجاوز الأساليب المألوفة فقد‬                                ‫نبضها المتلاحق‪ ،‬بغية معرفة‬
    ‫من الإتقان والإحكام يثير ولا‬                               ‫ح ّقق جماليّة الق ّص‪ ،‬التي تولّد‬
                                                               ‫علاقا ٍت لغو ّية تحدث حال ًة من‬                              ‫حقولها ال ّدلاليّة المف ّعمة بالإثارة؛‬
     ‫ُينفر‪ ،‬يبقى أثره واض ًحا على‬                               ‫التّل ّذذ بسبب ذلك التّجاوز عن‬                              ‫إذ تستثير وجدانه وتعبث بمرقد‬
   ‫القارئ‪ ،‬فيدعوه للتّأ ّمل وإعادة‬                            ‫ك ّل منطق ّي ومألوف(‪ ،)1‬فالعبارة‬
  ‫صياغة ما قرأه؛ وبذلك يحصل‬                                    ‫في لغة أ ّي ن ٍّص يتميّز بالجمال‬                             ‫فكره‪ ،‬ففي امتلاك الأديب لناصية‬
‫النّ ّص على وسام التّميّز والابتكار‬                           ‫تكون أكثر حيو ّية‪ ،‬وأكثر تعبي ًرا‬                             ‫اللّغة‪ ،‬يمكنه صنع مفارق ٍة مدهش ٍة‬
    ‫الأصيل ال ّذي يموج بال ّدلالات‬                            ‫عن روح التفاعل؛ لذا فإ ّن «الفن‬                               ‫من تقنيّاتها؛ مش ّك ًل بني ًة ِخصب ًة‬
                                                                                                                            ‫من الانفعالات المرتبطة بها‪،‬‬
      ‫وتأويلات الق ّراء ك ّل حسب‬                                  ‫العظيم هو الذي يدرك روح‬                                   ‫آخ ًذا في اعتباراته جمهو ًرا ذكيًّا‬
                       ‫تجربته‪.‬‬                               ‫الأشياء‪ ،‬هو الذي يدرك ما يربط‬                                  ‫متواص ًل‪ ،‬يلتقط رؤيته‪ ،‬فيجتهد‬
                                                             ‫املفنرادللّباحلظكة ّل‪،‬بالو ّدمياميورمبةطالأكبلدّ ّيةج(ز‪ٍ)2‬ء»‪.‬‬  ‫بك ّل ما أوتي من إمكانات تأوي ِل‬
     ‫من أجل ذلك كلّه لم يكن ف ّن‬
  ‫الق ّصة فنًّا سه ًل‪ ،‬بل يحتاج إلى‬                              ‫الق ّصة كف ٍّن مكثّ ٍف يحتاج إلى‬                                          ‫ما بين يديه‪.‬‬
‫مجهو ٍد كبي ٍر في التّأليف والتّنقيح‬                           ‫قدر ٍة فائق ٍة في التقاط الأحداث‪،‬‬
                                                                                                                            ‫القصة هي نو ٌع أدب ٌّي نثر ٌّي يتميّز‬
     ‫المستمر‪ ،‬حتّى تثمر في عقول‬                                   ‫وبراع ٍة في صوغ التّلميحات‬                                    ‫بالبساطة والتّكثيف‪ ،‬ويتخيّر‬
                                                                     ‫لوضع القارئ في المسار‬                                  ‫لحظ ًة من لحظات الإنسان‬
    ‫الق ّراء وقلوبهم‪ ،‬ومن هنا فقد‬                                                                                           ‫فيع ّمقها‪ ،‬أو زاوي ًة من زوايا حياته‬
‫طرح شاكر عبد الحميد نظر ًة بهذا‬                              ‫ال ّصحيح؛ لكشف مكنونات النّ ّص‬                                 ‫فيركز عليها‪ ،‬ويكشفها في شك ٍل‬
                                                             ‫وجماليّاته‪ ،‬وعليه يجب أن يكون‬                                                 ‫فنّ ٍّي يتميّز بالتّلميح‬
  ‫الخصوص‪ ،‬أ ّكد فيها أ ّن البعض‬                                                                                             ‫والمواربة‪ ،‬لا‬  ‫الإعلان والتّصريح‪،‬‬
    ‫يعتق ُد أ ّن ف َّن الق ّصة القصيرة‬                          ‫القا ّص واعيًا لمتطلّبات المرحلة‬                            ‫حي ُث يش ّكله‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221