Page 201 - Nn
P. 201
199 الملف الثقـافي
تجار بحرية ..بنعمل في القنال السفن ،فيروجون للسياحة الشعبية في بورسعيد أغنية
احنا البمبوطية احنا البمبوطية المصرية من خلال بيع التماثيل البمبوطية ،وهي تصف فئة
يلى يا بحرية يلا ..للمركب جاية شعبية مناضلة من أجل الحياة
الفرعونية المقلدة ،وبعض الكريمة بشرف وعزة ،وهم
والدور على الزملا يسافرو.. التذكارات المصرية التي يفخر (عمال شحن وتفريغ البضائع
واحنا على الجاية السائح بأنه اقتناها من مصر
يلا يا بحرية يلا وتوصيل المؤن للسفن،
اثناء عبوره قناة السويس). وكانوا يستغلون وظيفتهم
https://www. وتقول كلماتها: في تبادل البضائع مع ركاب
youtube.com/
watch?v=dO6XYYxWtTA احنا البمبوطية ..ولا لنا مثال
لاحظ معي عزيزي القارئ أغاني السمسمية الشعبية في بورسعيد
المستمع لبساطة الألحان
وجمالها ،وما تتميز به أغاني الضمة في مدن القناة
الكلمات من رقة ووضوح
دون إسفاف أو استخدام
ألفاظ مبتذلة ،ومدى وسهولة
وعذوبة الألحان وسرعة
الإيقاع المناسبة ،وصوت آلة
السمسمية المميز ،والحالة
المزاجية التي تسببها تلك
الألحان من الفرحة والانبساط
لدى جموع الشعب.
ثمة فر ٌق شاسع بين ما توارثته
الأجيال من هذا النموذج الواحد
لأحد أغاني الشعب البسيطة
المتميزة ،وبين ما يطلقون عليه
الآن (أغاني المهرجانات) ،فرق
يوضح مدى البعثرة الثقافية
والتاريخية والوجدانية التي
وصلنا إليها نتاج التردي
الأخلاقي ،وانجرارنا وراء
مستحدثات العصر من
الوسائل التكنولوجية دون
حذر ودون تمييز لنفرق بين
الغث والثمين.
يجب علينا جمي ًعا أن نساهم
في نشر مورثنا الثقافي الرفيع
المستوي فنيًّا وقيميًّا وأخلاقيًّا،
البسيط المحتوى دون ابتذال أو
إسفاف كلامي أو موسيقي