Page 266 - Nn
P. 266
العـدد 35 264
نوفمبر ٢٠٢1 د.حمدي مهران
من ُينقذ
الخط العربي
في مصر
عبد الرحمن بن يوسف بن جمي ًل فقرر أن يتخذ من موهبته لو طرحت سؤا ًل عاب ًرا على
الصائغ القاهري صاحب كتاب الفطرية حرفة يتكسب منها! ولا
(تحفة أولي الألباب في صناعة يعلمون أن الخط العربي ف ٌن له نفسك« :ماذا تعرف عن الخط
الخط والكتاب) ،والذي عاش في قواعد وأصول ،وأن هناك مدارس العربي؟» فجأة ستقفز إلى
زمن دولة المماليك ،التي اتسمت
بازدهار الفنون الإسلامية من في مصر ،تابعة لوزارة التربية ذهنك صورة رجل يحمل علبة
والتعليم ،متخصصة في تعليم فن دهان يكتب بها على حائط ،أو
خط ،وزخرفة ،وعمارة. الخط العربي ،تعمل منذ عشرات على شريط من القماش ،بعض
وقد استمر تعليم الخط العربي السنين على تخريج دفعات سنوية العبارات الدعائية لافتتاح دكان
في مصر على هذا المنوال حتى جديد ،أو عيادة طبيب ،أو مكتب
آخر من ثبتت إجازته على هذا من الخطاطين. محام .للأسف هذه هي الصورة
السند المصري الأستاذ محمد كان تعليم الخط العربي قديما الراسخة في عقول المصريين
أفندي مؤنس زاده المتوفي ببداية يتم بالطريقة التقليدية (أستا ٌذ عن فن الخط العربي .ولو قمنا
القرن العشرين ،وهو الأستاذ وتلميذ) ،فكان كل أستاذ يمنح بعمل استبيان عن مدى معرفة
الكبير بمدارس الخطوط الأهلية، تلميذه «إجازة» في الخط العربي الناس في مصر بأعلام فن الخط
ومدرسة دار العلوم ،والتوفيقية، تكون بمنزلة شهادة بأن تلميذه العربي مثل سيد إبراهيم ،ومحمد
والأزهر الشريف ،وقد أثبت سند قد أتم على يديه تعلُّم فنون الخط علي المكاوي ،ومحمد عبد القادر،
إجازته في كتابه «الميزان المألوف العربي ،ووصل فيها إلى درجة ومحمد إبراهيم ..إلخ ،لوجدنا
في وضع الكلمات والحروف»، الإجادة .وهناك سند متصل معظمهم لم يسمع بهذه الأسماء
وهو السند نفسه الذي أثبته مرة للإجازة الخطية في مصر يمكن ولا مرة طوال حياته .بل إن كثي ًرا
أخرى تلميذه الأستاذ العلامة رده بثقة إلى أكبر الخطاطين من الناس يتصورون أن الخطاط
المصريين في زمنه زين الدين هو مجرد شخص وجد خطه