Page 271 - Nn
P. 271
269 ثقافات وفنون
رأى
والنغم وابتكار الآلات الموسيقية،
واختراع الصباغة وإدراك الأبعاد
الثلاثة للألوان ،وأي ًضا اختراع
الأرقام لعمل العمليات الحسابية
البسيطة ،ثم اختراع الحروف
للتمكن من تدوين اللغة والأفكار
التي تعبر عنها ،ثم محطة كبرى
أخرى هي نشأة الفلسفة ،والتي
كانت المبدأ والمنطلق لمختلف
العلوم التطبيقية المعروفة اليوم،
وكان من تلك المحطات كذلك
اكتشاف الكيمياء ،واختراع
الغزل والنسيج ،وتطور علوم
الرياضيات والهندسة واختراع
الطباعة ..إلخ ،فهل ظلت وتيرة
التكنولوجيا على حالها؟
-3الانفجار التكنولوجي
المعلوماتي والرقمي:
على الاطلاق ،وأعني بذلك الذكاء مما كان يعد من شطحات الخيال الانفجار التكنولوجي هو المقابل
الصناعي ..فلقد أصبح عليه العلمي في الماضي القريب قد التكنولوجي للانفجار البيولوجي
بالفعل اعتماد واسع بين البشر، أصبح اليوم حقيقة مؤكدة وواق ًعا الكمبري أو الانفجار الكوني
بل وحتى ممن لا يفقهون عنه نعيشه بالفعل. العظيم ،وهو مثلهما كذلك ليس
شيئًا.
ولهذه الحاجة الضرورية وكان من أخطر توابع هذا انفجا ًرا ولكن توسع مفاجئ
والملحة في استقراء التغيرات التسارع كذلك ان المستقبل اليوم وسريع للغاية ،ولذلك يوصف
التي سيحملها المستقبل ،وآثار -على عكس كل الحقب الماضية- بالانفجار ،إذ إن وتيرة التطور
التكنولوجيا وعلى رأسها الذكاء
الصناعي على حيوات البشر قد أصبح شديد القرب من التكنولوجي والاجتماعي في
والتحسب لها ،بل وأي ًضا الحاضر بل يكاد يلامسه ،فأصبح الحقيقة قد ظلت تحبو في مسيرة
محاولة تسخيرها ،نشأ علم شديدة البطء ،تفصل بين النقلة
الـ Futurologyأو Future ما كانت التكنولوجيا تجلبه في
.studies الماضي من خير أو من شر فيتم النوعية والأخرى قرون عدة،
فما هو الـ Futurologyأو علم اختباره والتأقلم عليه عبر مئات ولكن في المائتي سنة الأخيرة
استقراء المستقبل؟ السنين ،قد أصبح اليوم على قاب تسارعت تلك الوتيرة كثي ًرا ،ثم
أيام وسويعات منَّا؛ ولعل المثال تفاقم ذلك التسارع أكثر وأكثر
الأهم على ذلك هو المنتج الأعظم ليأخذ شك ًل أُسيًّا في العقدين
للحضارة البشرية والأخطر عليها
الأخيرين ،ثم اندلعت ثورة
المعلومات الرقمية في الثلاثين سنة
الماضية ،فنتج عن هذا التفاقم
التكنولوجي الرهيب أن الكثير