Page 267 - Nn
P. 267

‫‪265‬‬

     ‫الصبر نصف الإيمان‬                                                   ‫حفني بك ناصف (ت ‪)1919‬‬
                                                                        ‫في كتابه «حياة اللغة العربية»‪،‬‬
     ‫مع مطلع الألفية الجديدة بدأ‬   ‫لكن بمرور السنين‪ ،‬وزوال العهد‬
     ‫عدد طلاب مدارس الخطوط‬         ‫الملكي‪ ،‬وانتشار نزعة «التفرنج»‪،‬‬        ‫وقد امتد هذا السند ليشمل‬
 ‫يقل تدريجيًّا‪ .‬وبد ًل من أن تقوم‬                                       ‫محمد بك جعفر تلميذ الأستاذ‬
     ‫وزارة التربية والتعليم بدعم‬     ‫ثم أخي ًرا ظهور الكمبيوتر‪ ،‬بدأ‬   ‫محمد مؤنس‪ ،‬والمُدرس بمدرسة‬
      ‫تلك المدارس والتشجيع على‬        ‫يخبو الاهتمام بالخط العربي‪،‬‬
    ‫الانضمام إليها‪ ،‬خاصة وأنها‬       ‫وما زاد من حجم المأساة عدم‬              ‫الخطوط الملكية بعد ذلك‪.‬‬
   ‫تمثل الصرح التعليمي الوحيد‬       ‫وجود كليات ‪-‬أو حتى أقسام‪-‬‬               ‫قام الملك فؤاد عام ‪1922‬‬
‫لهذا الفن في مصر؛ قامت الوزارة‬      ‫في الجامعات المصرية لفن الخط‬         ‫بتأسيس أول مدرسة خطوط‬
‫باتخاذ إجراءات من شأنها تدمير‬          ‫العربي؛ بل إن كليات الفنون‬        ‫رسمية هي «مدرسة تحسين‬
 ‫الدراسة في هذه المدارس؛ ففض ًل‬                                      ‫الخطوط الملكية»‪ ،‬وجعلها مفتوحة‬
 ‫عن القرار العشوائي الذي صدر‬             ‫الجميلة والفنون التطبيقية‬     ‫لكل المصريين مجا ًنا بما ساهم‬
    ‫بإلغاء مدارس الخطوط نهائيًّا‬       ‫ترفض حتى اليوم الاعتراف‬       ‫في تحسين الذائقة الفنية لجمهور‬
  ‫في إحدى السنوات‪ ،‬قبل أن يتم‬        ‫بفن الخط العربي‪ ،‬وترفض أن‬            ‫الناس‪ ،‬وزاد من عدد فناني‬
    ‫تدارك الأمر وإلغاء هذا القرار‬  ‫تمنحه التقدير الذي يليق به كفن‬     ‫الخط العربي في مصر‪ .‬وقد تبع‬
  ‫سري ًعا‪ ،‬والإهمال الذي ُيلاحظه‬      ‫عربي أصيل ظهر وازدهر في‬          ‫افتتاح هذه المدرسة‪ ،‬التي كانت‬
                                    ‫قلب الثقافة العربية‪ ،‬كما ترفض‬     ‫مشمولة بالرعاية الملكية‪ ،‬افتتاح‬
       ‫الجميع لمادة الخط العربي‬       ‫الجهات الرسمية اعتماد نقابة‬       ‫العديد من المدارس الأخرى في‬
  ‫بالمدارس العامة‪ ،‬قامت الوزارة‬                                      ‫القاهرة وسائر المحافظات ليصل‬
                                                       ‫الخطاطين‪.‬‬       ‫عدد مدارس الخطوط في مصر‬
    ‫بتقليص عدد مدارس‬                                                     ‫إلى قرابة الألف مدرسة‪ .‬وقد‬
   ‫الخطوط ليصبح ‪300‬‬                                                     ‫كانت هذه المدارس قبلة للعديد‬
  ‫مدرسة أو أقل‪ ،‬ورفعت‬                                                   ‫من الطلاب العرب الذين كانوا‬
  ‫مصروفات تلك المدارس‬                                                   ‫يحضرون إلى مصر خصي ًصا‬
    ‫مرتين؛ فبعد أن كانت‬                                               ‫للدراسة فيها‪ .‬وبحلول منتصف‬
‫الدراسة مجانية تما ًما منذ‬                                           ‫القرن العشرين كان جميع فناني‬
‫عهد الملك فؤاد حتى نهاية‬                                                  ‫الخط العربي العاملين بكافة‬
 ‫فترة الثمانينيات‪ ،‬جعلتها‬                                            ‫الجهات والمؤسسات في مصر من‬
 ‫الوزارة مقابل ‪ 60‬جني ًها‬                                                  ‫خريجي مدارس الخطوط‪.‬‬
   ‫في العام‪ ،‬ثم قامت عام‬
 ‫‪ 2015‬برفع المصروفات‬
‫مرة أخرى بنسبة ‪%400‬‬

     ‫لتصبح ‪ 250‬جني ًها‬
   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272