Page 272 - Nn
P. 272

‫العـدد ‪35‬‬                                  ‫‪270‬‬

                                      ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

                                      ‫تجاعيد‪..‬‬

‫منمنمات سيرذاتية‬
                                                         ‫د‪.‬فيصل الأحمر‬
                                                                       ‫(الجزائر)‬

    ‫مع فرق في مسميات الأحزاب‬             ‫صناعة كل ذلك؟ ومن المسؤول؟‬           ‫أذكر رائحة الخزامى؛ كانت‬
   ‫والدوافع؟)‪ .‬مرا ًرا تساءلت كما‬            ‫أذكر رائحة الياسمين‪ .‬ظل‬
    ‫أذكر اليوم إن لم يكن عمي قد‬                                               ‫في كل زاوية من وجودي‪ .‬أذكر‬
  ‫سمى ابنه باسم الملك فاروق ثم‬          ‫الياسمين يذكرني بالحياة الراقية‬     ‫التواطؤ بين النساء في الشر‪ .‬أذكر‬
 ‫غير قناعاته السياسية ولاحظ أن‬            ‫دائ ًما‪ ،‬رغم حضوره المكثف في‬      ‫حجم «الشمة» (العاطوس) الكبير‬
‫الأسماء تلتصق بالإنسان أكثر من‬             ‫الحكايات التي تستعيد جدتي‬       ‫الذي في بصقة جدي الطاهر‪ .‬أذكر‬
                                          ‫زهرة (يسمونها «زهيرة» ولها‬         ‫شكل اليتامى على قارعة الطريق‪:‬‬
             ‫القناعات السياسية‪.‬‬
     ‫أذكر ضحك الصديق الكاتب‬            ‫بقرة اسمها الزرقاء‪ ،‬كانت تناديها‬        ‫عيونهم مفتوحة كأنها تحتفي‬
 ‫المرحوم «عمر بوشموخة» حينما‬             ‫«الزريكة» حسب إملاءات اللهجة‬       ‫بشيء ما في الشارع الرئيسي؛ أو‬
‫تبارينا حول أي مقدمات أغاني أم‬           ‫الجيجلية التي تكفكف القاف بلا‬
 ‫كلثوم الموسيقية أصلح كي تكون‬            ‫رحمة ولا نقاش‪ ..‬التصغير كان‬          ‫بنصر ما تحت الأقواس في قلب‬
‫الموسيقى التصويرية‪ ..‬في اختياره‬          ‫دائ ًما رديف كبر حجم القيمة في‬        ‫مدينة قسنطينة‪ .‬أذكر الصوت‬
   ‫النهائي اقترح هو مقدمة «هذه‬        ‫هذا العالم الذي يعذبني لأنه لم يعد‬    ‫العالي لنساء الريف‪ .‬لم يكن هنالك‬
 ‫ليلتي»‪ ،‬وقر قراري أنا على مقدمة‬        ‫موجو ًدا‪ .‬البيوت لها حدائق (مثل‬     ‫فارق كبير في الجهورية بين «لاله‬
  ‫«رباعيات الخيام»‪ ..‬ضحك كثي ًرا‬                                               ‫مسعودة» وعمي مسعود؛ قلت‬
    ‫واعترف لي بالغلبة‪ .‬رحمه الله‬                  ‫بيتنا الريفي الحقير)‪.‬‬     ‫هذه هي الطبيعة تنتصر للمساواة‬
                                          ‫تمنيت دائ ًما ‪-‬على ما أذكر‪ -‬أن‬    ‫بين الجنسين‪ .‬الريفيات صاخبات‬
                         ‫كثي ًرا‪.‬‬                                           ‫ضاحكات‪ ،‬ينمن باك ًرا‪ ،‬ولا يذهبن‬
   ‫أذكر أنني قلت لصديقي صابر‬                ‫تكون ابتسامتي أكبر بثماني‬
 ‫في الميلية‪ :‬ماذا تقترح أن يعلم الله‬  ‫سنوات‪ .‬ثماني سنوات كانت الفارق‬             ‫إلى عيادات الأطباء إلا قلي ًل‪.‬‬
‫آدم لو حدث ولم يعلمه الأسماء ثم‬                                               ‫أذكر سعادتي بسقوط «شادية»‬
  ‫حدث ورجع الأمر إليك؟ قال لي‪:‬‬           ‫بيني وبين الجدارين اللذين طال‬     ‫وعبد الحليم يغني «جبااااااااااااار»‪..‬‬
  ‫المروءة‪ .‬قلت له‪ :‬المروءة‪ .‬تعجب‪.‬‬         ‫تسلقي لهما في طفولتي الواعية‬     ‫أذكر خوفي من موت الممثلين الذين‬
  ‫قلت‪ :‬هي اسم من الأسماء كلها‪.‬‬         ‫الأولى‪ :‬أخي عبد القادر وابن عمي‬      ‫أحبهم في بدايات الأفلام؛ الحياة‪/‬‬
    ‫فقال لي المروءة ليست من تلك‬         ‫فاروق‪ .‬الأول سماه عمي العظيم‬          ‫الأفلام تعيسة حينما يموت من‬
 ‫الأسماء‪ .‬لو تعلمها آدم لما تلاعب‬      ‫مسعود احتفاء بالأمير عبد القادر‪،‬‬     ‫تحبه (هل سأنتحر إذا قتل كلارك‬
‫به التاريخ بهذا الشكل‪ .‬أذكر أنني‬       ‫والثاني سماه إكبا ًرا لرفيق الكفاح‬  ‫غيبل مثلا؟)‪ ..‬أذكر اهتمامي بطول‬
 ‫ضحكت فيما هو ابتسم مستغف ًرا‬           ‫اليساري للنبي محمد (ص) عمر‬           ‫أعناق الممثلات في هوليوود؛ كنت‬
                                      ‫الفاروق (كيف كان كتاب «كفاحي»‬        ‫أتساءل لماذا الأعناق المحلية قصيرة‬
                                       ‫سيكون بقلم أو صوت الرسول أو‬             ‫ومليئة بالشحوم؟ ما الخلل في‬
                                         ‫الفاروق؟ أقل عشوائية أم شبي ًها‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277