Page 173 - m
P. 173

‫حول العالم ‪1 7 1‬‬                   ‫لأن هذا العمل للصناعة من‬         ‫إلى اتحاد أوثق بين هاتين‬
                                   ‫قبل الدولة لن يغير الطابع‬     ‫القوتين‪ ،‬وأعطى صبغة ملكية‬
 ‫إذا رغب الرفاق الفرنسيون‬
    ‫في الاستمرار في بلادهم‬             ‫الرأسمالي للملكية‪ ،‬وفي‬       ‫لجميع الأزمات السياسية‬
                                     ‫الواقع‪ ،‬في بعض الحالات‬            ‫اللاحقة التي حدثت في‬
  ‫بالتكتيكات الألمانية المتعلقة‬  ‫يزيد من قوة الدولة الرجعية‪.‬‬
   ‫بظروف أخرى‪ ،‬والامتناع‬              ‫حتى عندما لا يكون هذا‬        ‫فرنسا‪ .‬ففي كل مرة هذان‬
                                 ‫الخوف مبر ًرا‪ ،‬كما هو الحال‬          ‫الجهازان في الجمهورية‬
     ‫عن المشاركة في النضال‬          ‫في سويسرا‪ ،‬فإن مثل هذا‬               ‫يتحدان في تمردهما‪.‬‬
  ‫السياسي الذي انخرط منذ‬             ‫المطلب الموجه إلى حكومة‬
 ‫ثلاثين عا ًما بين الجمهورية‬          ‫الطبقة الوسطى هو ح ًّقا‬    ‫ومثلما لا يمكن حل التناقض‬
   ‫والكنيسة‪ ،‬إذا قالوا إن كل‬                                      ‫بين الجيش والجمهورية إلا‬
                                                   ‫طوباوي‪.‬‬
    ‫هذه الخلافات لا تهمهم‪،‬‬       ‫لكن الاشتراكية‪ -‬الديمقراطية‬         ‫من خلال تحويل الجيش‬
‫سيدينون أنفسهم ولن يكون‬                                             ‫النظامي إلى ميليشيا‪ ،‬فإن‬
                                     ‫لها ما يبررها أكثر عندما‬
   ‫لهم أي تأثير في السياسة‬        ‫تطالب دولة الطبقة الوسطى‬              ‫التناقض بين الكنيسة‬
                    ‫العملية‪.‬‬                                       ‫الكاثوليكية والجمهورية لا‬
                                    ‫بوضع حد لأشكال الملكية‬          ‫يمكن أن يختفي إلا عندما‬
 ‫ثان ًيا‪ -‬الاشتراكيون‬                  ‫التي تعود إلى العصور‬         ‫تتوقف الكنيسة عن كونها‬
  ‫والطبقة الوسطى‬                                                     ‫مؤسسة عامة‪ ،‬ويجب أن‬
                                 ‫الوسطى‪( .‬اليد الميتة) (‪dead‬‬
     ‫المناهضة‬                          ‫‪ )١٠()hand‬هي بالتأكيد‬          ‫تصبح مؤسسة خاصة‪،‬‬
   ‫للإكليروسية‪:‬‬                                                    ‫أي عندما تكون الكنيسة قد‬
                                  ‫واحدة من هؤلاء‪ ،‬وبالنسبة‬        ‫انفصلت عن الدولة‪ ،‬وعندما‬
     ‫يتعين على الاشتراكيين‬         ‫لجميع الوظائف التي كانت‬
   ‫محاربة الكنيسة التي هي‬          ‫تشغلها‪ ،‬مثل رعاية الفقراء‬            ‫ُيطرد رجال الدين من‬
    ‫قوة معادية للجمهوريين‬                                           ‫المدارس والجيش‪ ،‬وعندما‬
                                     ‫والمرضى والمدرسة‪ ،‬فإن‬        ‫تصادر ممتلكات المؤسسات‬
     ‫ورجعية‪ ،‬لا للاتفاق مع‬         ‫كل هذه الوظائف تنتمي في‬
   ‫الطبقة الوسطى المناهضة‬           ‫الوقت الحاضر إلى الدولة‬                          ‫الدينية‪.‬‬
‫للإكليروسية‪ ،‬ولكن للتخلص‬          ‫الحديثة‪ .‬لكن الملكية الدينية‪،‬‬           ‫لا تطلب الاشتراكية‬
                                                                  ‫الديمقراطية مصادرة جزئية‬
      ‫منها‪ .‬حرب العصابات‬             ‫التي أصبحت الآن خالية‬       ‫للممتلكات الرأسمالية من قبل‬
‫المستمرة التي شنت على مدى‬         ‫من التزامها‪ ،‬تمثل الآن فقط‬       ‫دولة الطبقة الوسطى‪ ،‬لكن‬
                                   ‫في مجتمع الطبقة الوسطى‬        ‫هذا ليس لأنها من حيث المبدأ‬
     ‫السنوات العشر الماضية‬        ‫تبعية ومخلفات مستمرة من‬          ‫معارضة لهذه المصادرات‪.‬‬
     ‫ضد الكهنة هي بالنسبة‬                                          ‫في الحالات التي نطلب فيها‬
     ‫للجمهوريين من الطبقة‬                  ‫العصر الإقطاعي‪.‬‬        ‫التنشئة الاجتماعية لصناعة‬
    ‫الوسطى الفرنسية إحدى‬             ‫أي ثورة للطبقة الوسطى‬        ‫ما‪ ،‬صناعة السكك الحديدية‬
 ‫أفضل الطرق لصرف انتباه‬               ‫وفية لواجباتها يجب أن‬         ‫على سبيل المثال‪ ،‬لا ينبغي‬
   ‫الطبقة العاملة عن المسائل‬        ‫تصادر ممتلكات الكنيسة‪.‬‬          ‫لنا الاعتراض إذا كان هذا‬
                                      ‫لقد طالب الاشتراكيون‪،‬‬         ‫الإجراء قد تم ببساطة عن‬
       ‫الاجتماعية‪ ،‬وإضعاف‬             ‫في دعوتهم لهذا الإجراء‬      ‫طريق المصادرة‪ .‬إذا لم يكن‬
     ‫الصراع الطبقي‪ .‬كما أن‬          ‫في فرنسا‪ ،‬في نفس الوقت‬       ‫هذا أحد رغباتنا‪ ،‬إذا لم نطلب‬
   ‫مناهضة الإكليروسية هي‬          ‫بتعليم علماني‪ ،‬وهم يلزمون‬           ‫فقط في حالات معينة أن‬
‫السبب الوحيد لوجود الحزب‬                                         ‫تتولى الدولة صناعة ما‪ ،‬فذلك‬
      ‫الراديكالي‪ .‬أدى التطور‬          ‫الجمهوريين من الطبقة‬
 ‫خلال الثلاثين عا ًما الماضية‬     ‫الوسطى على تنفيذ مبادئهم‪.‬‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178