Page 182 - m
P. 182
العـدد 55 180
يوليو ٢٠٢3 اعتقدت أنه انتحر ،مادام قد
تع َّود على دخول مستشفى
جون تولي الأمراض العصبية بسبب
إقدامه المتكرر على محاولة
وضع حد لحياته .بعد مرور
سنوات ،ذهبت هذه الأرملة،
لي ًل ،إلى مقر مفوضية الشرطة
لتعترف بجريمتها حتى
تحصل على عقابها ،فوجدت
ضابط الشرطة المناوب المرهق
من مشاق العمل ،الذي تفاجأ
باعترافها ،خاصة أن القضية
أغلقت منذ زمن؛ فرفض
رف ًضا قاط ًعا القبض عليها،
لتنطلق سلسلة من الأحداث
وسيرورات من البوح الغريبة.
ومن ثمة ،تحاول هذه الرواية
من خلال فصولها الثلاثة
والأربعين ،أن تبني معاناة هذه
المرأة ،عبر تقنيتي الاسترجاع
والتذكر ،وعبر توظيف التداعي
الحر ،الذي يعلي من شأن
توصيف التفاصيل الدقيقة
التي تشي بأكثر مما تدل عليه.
لكل هذه الأسباب ،كان من
الضروري أن يتم التفكير في
ترجمة هذه الرواية لتقديمها
للقارئ العربي ،ولوضعه
في هذه الأجواء المضطربة
والغريبة ،في جو كابوسي
قاتم ،تخيِّم عليه أجواء نفسية
مشحونة ،تؤكد لا محالة أن
الحداثة الغربية تعيش أزمة
عميقة.
وحتى نقترب بالفعل من هذه
العوالم ،هذا تعريب للفصول
السبعة الأولى من هذه الرواية: