Page 188 - m
P. 188

‫تابعت بعينيها شفتيه‬                                  ‫العـدد ‪55‬‬                            ‫‪186‬‬
   ‫المتشققتين اللتين تعلوهما‬
  ‫قشور رقيقة عمودية وهما‬                                                      ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬          ‫البلاستيك الشفاف‪.‬‬
                                                                                           ‫أنهى مكالمته‪ ،‬وتوجه ناحية‬
                   ‫تقولان‪:‬‬              ‫‪ -‬لا‪ ،‬أجابه الآخر‪.‬‬                                ‫جزء من الجدار متموقع بين‬
‫‪ -‬تفضلي بالجلوس سيدتي‪.‬‬         ‫‪ -‬طيِّب‪ ..‬نتيجة التحقيق‪ :‬لقد‬
 ‫جلست المرأة أمامه مباشرة‬                                                                    ‫غرفة نوم الأبوين والباب‬
‫على كرسي من الحديد المطلي‬       ‫أخفق البارحة‪ ،‬لكنه اليوم‪..‬‬                                   ‫المؤدي إلى غرف الأطفال‪.‬‬
                               ‫لم يخفق‪ .‬ستتسلمين بالبريد‬
    ‫بالرمادي والأخضر‪ ،‬ثم‬                                                                        ‫وهناك‪ ،‬أمعن النظر في‬
  ‫وضعت حقيبتها الصغيرة‬             ‫الوثائق الرسمية بتاريخ‬                                     ‫صورة جماعية للأطفال‬
                                  ‫اليوم‪ .‬أُقفل الملف وانتهت‬                                    ‫الثلاثة‪ ،‬والتي كانت من‬
    ‫على ركبتيها‪ ،‬ف َّكت ربطة‬      ‫القضية‪ .‬تعازينا سيدتي‪.‬‬                                   ‫توقيع مصور من مصوري‬
    ‫وشاحها‪ ،‬وفتحت أزرار‬           ‫ثم أغلق الشرطيان الباب‬                                     ‫وسط المدينة‪ .‬كان إطارها‬
  ‫معطفها ذي اللون الأبيض‬
                                                  ‫خلفهما‪.‬‬                                       ‫مذهبًا وزجاجها يلمع‪.‬‬
          ‫المائل إلى الصفرة‪.‬‬   ‫جلست الأرملة على مقعد إلى‬                                             ‫‪ -‬أبناؤك هؤلاء؟‬
  ‫كانت للشرطي نظرة حادة‬        ‫جانب صورة الأطفال‪ ،‬مثقلة‬                                                       ‫‪ -‬نعم‪.‬‬
  ‫وكأنها شفرة سكين يشق‬         ‫[بالهموم]‪ ،‬حتى أنها لم تقدر‬
                                                                                              ‫‪ -‬كم يبلغون من العمر؟‬
    ‫بشكل عمودي بطن دابة‬                  ‫على رفع ذراعيها‪.‬‬                                       ‫‪« -‬جينيفر» في الثانية‬
      ‫معلقة من أطرافها بعد‬
                    ‫ذبحها‪.‬‬             ‫‪IV‬‬                                                     ‫من عمرها‪ ،‬و»سيدريك»‬
                                                                                                 ‫و»دافيد» في الخامسة‬
  ‫أسفل [قميصه] كان يلبس‬                          ‫سبوينغ!‬                                       ‫والسابعة [على التوالي]‪.‬‬
   ‫ردا ًء رياضيًّا أسود اللون‬       ‫ما إن أنهت المرأة سرد‬                                      ‫‪ -‬هم في المدرسة الآن؟‬
                                 ‫قصتها‪ ،‬حتى ُسمع صوت‬                                                          ‫‪ -‬نعم‪.‬‬
      ‫بأكمام من القطن‪ .‬أما‬      ‫غريب من أصوات الرسوم‬
  ‫الياقة التي كانت بعيدة عن‬       ‫المتحركة في المكتب المعتِم‪،‬‬                                 ‫تأمل الضابط في الوجوه‬
                                      ‫صوت نابض يرتخي‬                                         ‫الصغيرة الثلاثة‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
   ‫الحنجرة‪ ،‬فقد كانت تبرز‬      ‫فيصدر دو ًّيا‪ .‬ش َّغل الشرطي‬                               ‫‪ -‬لقد أكد المستشفى إفاداتك‪،‬‬
‫بجلاء عنقه‪ ،‬وكأنه مساق إلى‬     ‫حاسوبه‪ ،‬فأصدرت شاشته‬                                           ‫وزوجك هو من أراد‪ ،‬في‬
                                    ‫ضو ًءا رماد ًّيا يميل إلى‬                              ‫هذا الصباح‪ ،‬أن يوقع إخلاء‬
                   ‫المشنقة‪.‬‬         ‫ال ُّزرقة‪ ،‬أنار وجهه من‬                                ‫مسؤولية من أجل المغادرة‪.‬‬
    ‫نقر الشرطي بأصبع من‬                                                                       ‫ثم وجه كلامه إلى زميله‬
  ‫أصابع يده اليسرى‪ ،‬الذي‬                           ‫الأمام‪.‬‬
  ‫كان يحمل خات ًما بفص من‬         ‫ورغم أنه أصغر سنًّا من‬                                                       ‫قائ ًل‪:‬‬
    ‫حجر أبيض غير واضح‬            ‫المرأة ببضع سنين‪ ،‬إلا أنه‬                                  ‫‪ -‬لقد أكدوا أنهم يعرفونه‪،‬‬
 ‫المعالم‪ ،‬على فأرة الحاسوب‪.‬‬       ‫يبدو وكأنه قد َخبِر حياة‬                                 ‫حتى أنهم يستقبلونه مرتين‬
                               ‫كاملة من الأحداث الساخنة‪.‬‬                                     ‫إلى ثلاث مرات في السنة؛‬
       ‫فتح القرص الصلب‪،‬‬          ‫انتشرت في وجهه بقع من‬
   ‫فـ»مل ًفا»‪ ،‬قبل أن ينقر في‬  ‫النمش رمادي اللون‪ ،‬وكانت‬                                          ‫لذلك فهم لم يتفاجأوا‬
    ‫«السجل» نقرة مزدوجة‬         ‫لحيته بالكاد نامية‪ .‬أحاطت‬                                 ‫بالخبر‪ ،‬و[أكدوا] أنه أمر كان‬
 ‫على «وثيقة جديدة»‪ .‬في أعلى‬       ‫بعينيه هالة داكنة للغاية‪،‬‬
  ‫الشاشة على اليمين‪ ،‬يظهر‬                                                                            ‫سيقع لا محالة‪..‬‬
   ‫تاريخ هذا السبت وساعة‬            ‫حتى أن المرأة تساءلت‬                                  ‫بعد ذلك‪ ،‬لبس لبوس المحقق‬
‫تقديم الإفادة‪ :‬التاسعة وست‬     ‫‪-‬بسبب هيئته المزرية هذه‪-‬‬
                                ‫إذا ما كانت نتيجة للإضاءة‬                                                      ‫وقال‪:‬‬
          ‫عشرة دقيقة لي ًل‪.‬‬                                                                    ‫‪ -‬هل هناك شكوك ما؟‬
     ‫كان مؤشر [الحاسوب]‬            ‫الصادرة عن الحاسوب‪.‬‬                                        ‫الحارس مث ًل؟ هل هناك‬
                                                                                             ‫حيثية ما لم توضح بعد؟‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193