Page 212 - m
P. 212

‫العـدد ‪56‬‬                             ‫‪210‬‬

                                 ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                           ‫الدينية الرسمية يعبر عن‬
                                                                   ‫المرحلة‪ ،‬مقد ًما فه ًما وتفسي ًرا‬
  ‫‪-‬حين إلقاء محاضرته‪ -‬في‬          ‫العدو‪ ،‬تتصدر المشهد “وإن‬          ‫للدين يعبر عن المساواة بين‬
      ‫طور التشكيل ما زالت‪،‬‬          ‫جنحوا للسلم فاجنح لها”‬
                                  ‫(الأنفال‪( »)61 :‬جمال عمر‪:‬‬         ‫البشر‪ ،‬تصدر فيه نصوص‬
  ‫والسبب وراء ذلك أنه يأخذ‬                                        ‫مثل “الناس سواسية كأسنان‬
  ‫مستمعيه إلى مطبخ الأفكار‬       ‫هكذا تكلم نصر أبو زيد‪ ،‬ج‪،1‬‬       ‫المشط”‪ ،‬وتوزع الثروة والمال‬
                                                ‫ص‪.)12 ،11‬‬
      ‫ولا يعطيهم الوجبة بعد‬                                          ‫حتى لا يكون المال‪“ :‬دول ًة‬
    ‫نضجها‪“ :‬إنني لا أزال في‬           ‫أريد أن أقول إن دراسة‬        ‫بين الأغنياء منكم” (الحشر‪:‬‬
    ‫المطبخ‪ .‬في مسألة الانتقال‬        ‫الخطاب القرآني على أنه‬        ‫‪ )٧‬وفي الصراع مع المشروع‬
  ‫من مفهوم النص إلى مفهوم‬            ‫وحدات خطابية منفصلة‬
   ‫الخطاب‪ ،‬فالفكرة لم تكتمل‬                                              ‫الصهيوني‪ ،‬كانت آية‪:‬‬
‫بعد بشكل أستطيع أن أقدمها‬              ‫‪-‬وفقا لنزوله منج ًما‪-‬‬      ‫“وأعدوا لهم ما استطعتم من‬
‫لكم فى صورة وجبة‪ .‬فمضطر‬               ‫بالإضافة إلى كونه غير‬
    ‫أن آخذكم معي إلى المطبخ‬         ‫ممكن واق ًعا لعدم معرفتنا‬       ‫قو ٍة” تتصدر المشهد تعبي ًرا‬
   ‫الذي أنا غارق فيه في هذه‬          ‫بترتيب النزول على وجه‬            ‫عن موقف الدين‪ ،‬مسان ًدا‬
‫النقلة من النص إلى الخطاب”‪.‬‬        ‫اليقين لجميع آيات القرآن‪،‬‬
 ‫(جمال عمر‪ :‬هكذا تكلم نصر‬          ‫إلا أنه لا يقودنا إلى معرفة‬    ‫للخطاب السياسي‪ ،‬وأن القتال‬
 ‫أبو زيد‪ ،‬ج‪ ،1‬بتصرف ‪)106‬‬         ‫غاية الخطاب القرآنى وآليات‬          ‫شر لا بد منه “كتب عليكم‬
   ‫فإن هذا يعبر عن صعوبة‬              ‫تأثيره وطريقة عمله فى‬
  ‫المسألة ‪-‬لاسيما فى الجانب‬          ‫الأنفس والجماعات‪ ،‬لكنه‬       ‫القتال وهو كر ٌه لكم” (البقرة‪:‬‬
                                   ‫يبقى مه ًّما ج ًّدا أن نعى أن‬   ‫‪ )54‬وحينما تغيرت بوصلة‬
     ‫التطبيقي منها‪ ،-‬وهناك‬            ‫القرآن ليس ن ًّصا مغل ًقا‪.‬‬     ‫تحيزات الخطاب السياسي‬
    ‫ما أسماه د‪.‬نصر المخاتلة‬         ‫وإذا كان المرحوم الدكتور‬        ‫في السبعينيات والثمانينيات‬
 ‫الدلالية‪ ،‬أو الخداع الدلالي فى‬   ‫نصر أبو زيد قد تحدث عن‬
‫معنى كلمة «نص» في التراث‪،‬‬            ‫إعادة تعريفه للقرآن من‬       ‫داعي ًة إلى الانفتاح الاقتصادي‬
‫والذى هو مغاير لمفهوم النص‬         ‫كونه ن ًّصا إلى كونه خطا ًبا‬   ‫والرأسمالية الوطنية‪ ،‬والملكية‬
  ‫في الدراسات الحديثة‪ ،‬أو في‬       ‫أو مجموعة خطابات‪ ،‬فإنه‬
    ‫الفكر الحديث‪ ،‬فـ»النص»‬       ‫يعبر عن أن هذه الفكرة كانت‬          ‫الخاصة‪ ،‬وتشجيع القطاع‬
                                                                       ‫الخاص‪ ،‬تحولت بوصلة‬
                                                                      ‫الخطاب الدينى لتؤكد أن‬

                                                                     ‫القرآن تحدث عن التفاوت‬
                                                                      ‫الطبقي بين الناس “نحن‬

                                                                                 ‫قسمنا بينهم‬
                                                                                 ‫معيشتهم في‬
                                                                                 ‫الحياة الدنيا‬
                                                                               ‫ورفعنا بعضهم‬
                                                                                   ‫فوق بع ٍض‬
                                                                                ‫درجا ٍت ليتخذ‬
                                                                                ‫بعضهم بع ًضا‬

                                                                                     ‫سخر َّيا”‬
                                                                                   ‫(الزخرف‪:‬‬
                                                                                  ‫‪ ،)32‬وحين‬
                                                                                  ‫اتجه النظام‬
                                                                                 ‫السياسي إلى‬
                                                                                   ‫التعاهد مع‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217