Page 26 - m
P. 26
ارتبط ظهور قصيدة النثر بمجلة
(شعر) اللبنانية سنة ،1957فقد
ُس ِّجل "أن أول اهتمام ج ِّدي بالشعر
المنثور كان اهتمام مجلة "شعر" ،التي
طبعت لواحد من جماعتها هو أنسي
الحاج ،ثم تبعه شوقي أبو شقرا،
ويوسف الخال وآخرون .ولكن الملاحظ
أن تسمية الشعر المنثور لم تصبح
(قصيدة نثر) إلا بعد اكتشاف أدونيس
شارل بودلير كتا ًبا فرنس ًّيا ،عنوانه (قصيدة النثر من
بودلير حتى الوقت الراهن)
عشيقات التمساح النواقيس على أهدابنا ونواح الكلمة
كنا نغسل النهار المبقع -الحجر حرير مات عيد المطر
تحت أقدامنا في وجوه الشعراء
الأفق صهوة جيادنا ونعالها الرياح فبدلناه بعيد الحجر
أنا والرفض ووجه الكلمة
الأربعاء
أنكرنا أيها الرخام المزين بأسناننا ،أنكرنا وتركنا
للعصافير ،لأطراف السماء هذه المرثية المنهزمة
يا كتاب الآجر
واصهلي يا أفراس الجنون القديم -ابحثي عن أغنية هاجري يا قصائد يا بجعات القلب .احملي في
مناقيرك الوطن
في أصداغ الموتى وعن السنابل في كآبة الحبر(.)11
تقوم قصيدة النثر في إطار الشعرية الحديثة على واتركينا نقاتل الريح.
في زغب النهار نختبئ .على سلالم الغيم نعلو .نثقب
أساس أنها رهان للثقافة العربية الحديثة ،التي
تستبعد المفهوم التقليدي القائم على الفصل بين أجفان القمر ونصيد أبائل الليل
الشعر والنثر على أساس الوزن؛ فهي تحمل التمرد لسيحون هذه الأفراس المحمحه ،لخراسان هذه
على القوانين مقياسا في نموذجها الإبداعي؛ بحيث
يشمل قوانين العروض من وزن وقافية وغيرهما، الرماح
بيتنا ذهب على سفوح همالايا ولبنان راية
وحتى قوانين اللغة العادية ،وجعل الوحدة بأهدابنا لملمنا طحالب الأرض ،بعروقنا ربطنا
العضوية خاصية رئيسية في قصيدة النثر كما يرى الأزهار الهاربة ،كنا نمد رئاتنا أسلا ًكا للشمس،
أدونيس. نقتل
لقد اقترن التمرد على القوانين الموجودة بطموح
جمهور من الشعراء ،هدفهم الانقلاب على سلطة
القواعد والقوانين نحو عالم رحب مفعم بالحرية.
عالم لا يفرقون فيه بين الإيقاع الشعري والإيقاع