Page 158 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 158

‫‪158‬‬

  ‫بريطاني أن يلتقي بشخ ٍص‬          ‫رسم قديم‬                    ‫بالتسمانيين؟‬
   ‫في سنغافورة‪ ،‬ويعود إلى‬         ‫يظهر أفرادا‬                   ‫مع العلم أن‬
   ‫إنجلترا‪ ،‬ثم يذهب بعد ذلك‬   ‫من التسمانيين‬                      ‫التسمانيين‬

     ‫للتزحلق على الجليد في‬         ‫بأستراليا‬                      ‫لم يكونوا‬
  ‫فرنسا‪ ،‬ويصيب معه أربعة‬            ‫يواجهون‬                        ‫يمتلكون‬
‫أشخاص آخرين‪ ..‬إن المشتبه‬      ‫مرك ًبا للمحتلين‬                     ‫مسببات‬
                                 ‫البريطانيين‬                       ‫الأمراض‬
    ‫بهم‪ ،‬المعتادين‪ ،‬ينتظرون‬                                   ‫الفتاكة لإيقاع‬
  ‫في طابور ليتم استجوابهم‬                                   ‫الهزيمة بغزاتهم‬
                                                                ‫البريطانيين‪.‬‬
      ‫في جميع قضايا العالم‬                                     ‫ربما يجب‬
     ‫المعاصر‪ :‬أهي العولمة‪،‬‬                                   ‫التعامل مع هذا‬
     ‫أهي السوق الرأسمالية‪،‬‬                                       ‫الوباء الذي‬
 ‫أهي بسبب تنقلات الأغنياء‪.‬‬                                      ‫يهدد بتدمير‬
    ‫ومع ذلك‪ ،‬يجب أن نقاوم‬                                           ‫البشرية‬
 ‫ذلك الإغراء الذي يدفعنا إلى‬                                  ‫على أنه نسخة‬
   ‫التعامل مع هذا الوباء على‬                    ‫مقلوبة مما تدور حوله رواية‬
 ‫أنه ذو دلالة أعمق من مجرد‬                        ‫ويلز‪« :‬فالغزاة المريخيون»‬
  ‫المرض‪ ،‬كأن نقول مث ًل إن‬                          ‫الذين يستغلون ويدمرون‬
  ‫وجوده يمثل عقوبة قاسية‪،‬‬                       ‫الحياة على الأرض بلا رحمة‪،‬‬
    ‫لكنه عقاب عادل للبشرية‬                      ‫هم أنفسهم يجسدون البشرية‬
  ‫بسبب الاستغلال الجنوني‬                         ‫اليوم‪ ،‬وبعد أن فشلت جميع‬
‫والوحشي لكل أشكال الحياة‬                            ‫الأجهزة والاستراتيجيات‬
‫الأخرى على كوكب الأرض‪..‬‬                         ‫والحلول المتطورة للدفاع عن‬
                                                  ‫أنفسنا من أنفسنا‪ ،‬أصبحنا‬
                                                ‫الآن مهددين «من قبل أضعف‬
                                                ‫الأشياء التي وضعها الله‪ ،‬في‬
                                                   ‫حكمته‪ ،‬على هذه الأرض»؛‬
                                                 ‫أعني تلك الفيروسات التافهة‬
                                                  ‫التي تتكاثر بشكل عشوائي‬
                                                      ‫وتنتشر بسرعة البرق‪.‬‬
                                                  ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬علينا أن‬
                                                    ‫نحلل بالتفصيل الظروف‬
                                                   ‫الاجتماعية التي جعلت من‬
                                                   ‫تطور الوباء الحالي ممكنًا‬
                                                   ‫إلى هذه الدرجة‪ .‬يكفي أن‬
                                                  ‫نفكر في الكيفية التي يمكن‬
                                                   ‫من خلالها‪ ،‬في عالم اليوم‬
                                                      ‫شديد الترابط؛ لشخص‬
   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163