Page 212 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 212

‫أثناء تصوير فيلم «زوجة رجل مهم» في المنيا‪١٩٨٨ ،‬‬                          ‫‪212‬‬

‫بشتَّى الطرق‪ ،‬رغم أن كلتيهما‬     ‫غير سعيدة‪ ،‬لأن زوجها ‪-‬في‬                      ‫المشاهد لتقدم‬
‫بعد زواجها فقدت شخصيتها‬          ‫المقام الأول والأخير‪ -‬يف ِّضل‬                ‫شخصية هشام‬
                                ‫كينونته السلطوية على علاقته‬
     ‫وهويتها وكيانها كامرأة‬       ‫بها‪ ،‬وهذا يتضح في التعامل‬                         ‫وحصاره‬
 ‫وإنسانة‪ ،‬ورغم أن شخصية‬          ‫معها كشيء ينبغي أن يرضخ‬                      ‫لمنى‪ ،‬ثم حديثه‬
 ‫«هشام» غير بعيدة ‪-‬تما ًما‪-‬‬
                                          ‫لأوامره وتعليماته‪.‬‬                     ‫معها في أول‬
    ‫عن شخصية «عزت»‪ ،‬في‬               ‫تختلف شخصية منى‬                            ‫لقاء عن حلمه‬
  ‫المشهد الذي يصور جنازة‬          ‫في «زوجة رجل مهم»‪ ،‬عن‬
‫عبد الحليم حافظ‪ ،‬وحزن منى‬           ‫شخصية نوال في «موعد‬                            ‫القديم بأن‬
   ‫الشديد وبكائها‪ ،‬يرد عليها‬         ‫على العشاء»‪ ،‬لا تنصاع‬                      ‫يكون ضاب ًطا‪،‬‬
   ‫هشام بنوع من السخرية‪:‬‬            ‫نوال لهيمنة زوجها عزت‬
   ‫«كل ده علشان مغنواتي»‪،‬‬        ‫أبو الروس‪ ،‬تتملص من هذه‬                          ‫تج ِّسد منى‬
 ‫هو أي ًضا لا يدرك ولا يتقبَّل‬    ‫السلطة بكل الطرق الممكنة‪،‬‬                       ‫نموذج فتاة‬
‫‪-‬في داخله‪ -‬أن تولي زوجته‬            ‫تتناول حبوب منع الحمل‬                          ‫السبعينات‬
‫مسألة المشاعر هذا القدر من‬          ‫س ًّرا لإدراكها أنها لا تريد‬
   ‫الأهمية‪ .‬مشهد آخر يجمع‬        ‫إنجاب طفل منه‪ ،‬في حين أن‬                            ‫الساذجة‬
 ‫بين هشام ومنى على مائدة‬        ‫منى تحاول أن ترضي زوجها‬                            ‫التي تنبهر‬
‫الطعام‪ ،‬فتبادره منى بالسؤال‬                                                        ‫بشخصية‬
                                                                               ‫العريس‪ ،‬فكيف‬
                                                                                  ‫يكون الحال‬
                                                                                ‫إن كان عري ًسا‬
                                                                                ‫ذا نفوذ‪ُ .‬يشبِّه‬
                                                                                  ‫هشام حالته‬
                                                                                   ‫في الشوق‬
                                                                               ‫لمنى بأنه «مثل‬
                                                                   ‫المتَّهم حيودي نفسه بستين‬
                                                                     ‫داهية»‪ ،‬ترد منى باستنكار‬
                                                                  ‫«داهية؟»‪ ،‬فيستدرك هشام ما‬
                                                                  ‫قاله مص ِّح ًحا‪« :‬أنا مش عارف‬
                                                                       ‫أعبر إنك وحشتيني»‪ ،‬ثم‬
                                                                   ‫الجملة التي تعري شخصيته‪:‬‬
                                                                      ‫«نفسي أوصل لك بأسرع‬

                                                                                     ‫طريقة»‪.‬‬
                                                                  ‫لكنَّه يتمكن من إقناع «منى»‬

                                                                     ‫بالزواج منه‪ ،‬والانتقال معه‬
                                                                  ‫من المنيا إلى القاهرة‪ ..‬العلاقة‬

                                                                       ‫بين منى وهشام مر َّكبة‪،‬‬
                                                                    ‫وتتسم بعدة تفاصيل‪ ،‬أهمها‬
                                                                     ‫سيطرة هشام المطلقة على‬
                                                                    ‫حياة زوجته‪ ،‬استسلام منى‬
                                                                   ‫لهذه السيطرة رغم اعتراضها‬
                                                                  ‫وتذمرها في كثير من الأوقات‪،‬‬
                                                                     ‫وإدراكها ‪-‬في العمق‪ -‬أنها‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217