Page 213 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 213

‫‪213‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

  ‫ليحميها منه‪ ،‬يكون مصير‬           ‫على خده قبلة امرأة تشعر‬         ‫عن رأيه بالورد الذي اشترته‪،‬‬
‫الأب القتل برصاصة هشام‪،‬‬                          ‫بالامتنان‪.‬‬        ‫فيسارع بالصراخ في وجهها‬
                                                                   ‫بأن مشاكل العمل فوق رأسه‪،‬‬
     ‫الذي ينتحر بدوره بعد‬               ‫>>>‬
   ‫إدراكه أنه سيظل وحي ًدا‪،‬‬                                            ‫وأن التفاصيل التافهة لن‬
‫وأن أحلامه بالنفوذ والسلطة‬       ‫يتناول الفيلم أي ًضا أحداث‬             ‫تشغل حي ًزا من تفكيره‪.‬‬
    ‫قد تلاشت تما ًما‪ ،‬بل إنه‬        ‫‪ 18‬و‪ 19‬يناير عام ‪،1977‬‬           ‫منذ المشاهد الأولى التي‬
                                       ‫حين خرجت مظاهرات‬                ‫جمعت بين هشام ومنى‪،‬‬
      ‫سيفقد زوجته أي ًضا‪.‬‬                                           ‫نلاحظ رغبته في الاستحواذ‬
   ‫التو ُّقف أمام أداء أحمد‬       ‫رافقتها أعمال شغب؛ لرفض‬             ‫وممارسة تأثيره الجسدي‬
  ‫زكي في هذا العمل‪ ،‬يؤدي‬         ‫مشروع ميزانية رفع الأسعار‬          ‫عليها‪ ،‬يتك َّرر مشهد محاولته‬
  ‫للحديث عن مرآة معكوسة‬                                            ‫للمسها على شرفة بيت أهلها‬
                                  ‫للعديد من المواد الأساسية‪،‬‬         ‫قبل زواجهما‪ ،‬وعلى سلالم‬
      ‫عند مقارنة دوره هنا‪،‬‬         ‫واعتبرت حينها احتجاجات‬           ‫الجامعة‪ ،‬ثم القبلة الصباحية‬
     ‫بدوره في «موعد على‬            ‫ضد النظام‪ ،‬وأطلق الرئيس‬           ‫النهمة على ذراع منى وهي‬
 ‫العشاء»‪ .‬كان بإمكان محمد‬                                            ‫نائمة‪ ،‬هذه السيطرة تتضح‬
    ‫خان ‪-‬الذي قام بالكتابة‬           ‫أنور السادات عليها اسم‬          ‫أي ًضا في المشهد الصباحي‬
 ‫والإخراج‪ -‬أن يختار أحمد‬            ‫«انتفاضة الحرامية»‪ ..‬كان‬       ‫الذي جمع بينهما ومنى تطبع‬
  ‫زكي للقيام بدور عزت أبو‬          ‫الضابط هشام من المكلَّفين‬
  ‫الروس‪ ،‬وكان سينجح في‬              ‫بقمع هذه المظاهرات بأي‬
 ‫أدائه‪ ،‬لكنه سيك ِّرر نموذ ًجا‬      ‫ثمن‪ ،‬وهذا ما قام به فع ًل‪،‬‬
       ‫مشاب ًها لدور هشام‪.‬‬          ‫لكن الموازين تختلف‪ ،‬فقد‬
    ‫يحكي أحمد زكي في‬               ‫تما َدى هشام في استخدام‬
     ‫أحد حواراته على قناة‬           ‫سلطته‪ ،‬ف ُع ِزل من منصبه‪،‬‬
  ‫ماسبيرو‪ ،‬عن معاناته في‬
  ‫تقديم دور الضابط هشام‪،‬‬              ‫وهذا ما لم يتم َّكن مطل ًقا‬
      ‫وعن اضطراب جهازه‬            ‫من قبوله‪ ،‬الخروج من إطار‬
‫العصبي خلال تق ُّمصه لهذه‬
  ‫الشخصية‪ ،‬وذهابه لطبيب‬               ‫السلطة للعيش كمواطن‬
  ‫للجهاز الهضمي ليشكو له‬           ‫عادي‪ ،‬لذا يستمر في تمثيل‬
 ‫من تعب مزمن في القولون‬             ‫عدم خروجه من الوظيفة‪.‬‬
     ‫العصبي‪ .‬وأن التصاقه‬          ‫يشترك فيلما «موعد على‬
   ‫بالشخصية ورؤيتها من‬           ‫العشاء»‪ ،‬و«زوجة رجل مهم»‬
   ‫الداخل نقلت إليه أمراض‬          ‫في تقديم نهايات مأساوية‪،‬‬
  ‫الضابط هشام‪ .‬أدى أحمد‬            ‫وإن اختلف دور أحمد زكي‬
 ‫زكي دور الضابط في ثلاثة‬
   ‫أفلام هي «الباطنية» حين‬          ‫فيهما‪ ،‬ففي الأول كان هو‬
 ‫كان ضاب ًطا متخ ِّفيًا لمراقبة‬     ‫ضحية سلطة رجل أعمال‬
 ‫تجار المخدرات‪ ،‬وفي فيلم‬            ‫يمارس القتل بسهولة في‬
‫«الباشا» وكان ضابط آداب‪،‬‬             ‫سبيل غايته‪ ،‬وفي الثاني‬
    ‫وفي «زوجة رجل مهم»‬             ‫كان هو القاتل حين يرفض‬
                                 ‫تما ًما التخلِّي عن سلطته التي‬
          ‫ضابط أمن دولة‬            ‫تحجمت حتى أصبحت على‬
                                  ‫زوجته فقط‪ ،‬لذا حين تحاول‬
                                 ‫منى التمرد واللجوء إلى أبيها‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218