Page 257 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 257

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫ثقافة شعبية‬

     ‫من اللجوء إلى سب ٍل مح َّرمة‪،‬‬     ‫مه َملين وحدهم أو مع أمهاتهم‬       ‫بطاقة بريدية من نهايات القرن‬
    ‫ينقذها من السقوط‪ ،‬وتتعاطف‬             ‫يفترشون الأرصفة وبطون‬           ‫التاسع عشر برسم كاريكاتيري‬
                                                                           ‫استعماري ُمهين‪ ،‬كانت تباع‬
      ‫الأمهات المح ِسنات مع حال‬       ‫الكباري رغم زمهرير الشتاء أو‬      ‫للزوار الأجانب في مصر ليرسلوها‬
 ‫الصغار‪ ،‬بينما المراهقون مع الأم‬        ‫قيظ الصيف‪ ،‬والملاحظ زيادة‬        ‫كتذكارات لأقربائهم في الخارج‪،‬‬
                                    ‫أعداد الأمهات‪ /‬النساء المتس ِّولات‬  ‫تصور تجم ًعا من المتسولين الفقراء‬
   ‫والأطفال‪ ،‬فالانفعالات المتبادلة‬   ‫بأطفا ٍل صغار‪ ،‬فالتعاطف هنا مع‬
     ‫بين الأنا والآخر تسيطر على‬     ‫امرأة معيلة يخاطب تخييل الإنقاذ‬             ‫حول زائر غربي!‬
         ‫واجهة الفعل ورد الفعل‪.‬‬       ‫لدى المحسن فهو يحميها بماله‬
    ‫ومن الحيل الطريفة التي تم‬
    ‫تلقينها للصغار الإمساك بقلم‬

‫وكراس‪ ،‬وفتح كتاب‬
‫على لوح خشبى فوق‬

   ‫الرصيف‪ ،‬فيتو َّهم‬
   ‫العابرون أنهم أمام‬
    ‫طفل مكافح‪ ،‬يأتي‬
 ‫عملين‪ ،‬يساعد والديه‬
  ‫بالتس ُّول ولا يتنازل‬
  ‫عن تل ِّقيه العلم وسط‬
 ‫تلك الظروف القاسية‪،‬‬

     ‫ويستجيب الأفراد‬
‫لتخييلاتهم اللاشعورية‬

  ‫في إنقاذ مستقبل هذا‬
‫الطفل بمساعدته بالمال‪،‬‬

  ‫مع غلبة مشاع ِر الذنب‬
  ‫في حال تركوه لمصير‬

     ‫سيئ‪ ،‬إنهم يدافعون‬
       ‫ض َّد مشاع ِر القلق‬

   ‫والخوف اللاشعوريين‬
  ‫من وقوعهم هم في هذا‬
 ‫المصير‪ ،‬يستجيبون وهم‬
  ‫مستلبو الوعي مغمورين‬
  ‫بالخوف‪ ،‬وغلبة الانفعال‪،‬‬
  ‫حيث يتراجع الاستبصار‬
 ‫بالواقع عن قراءة المشهد‪،‬‬

    ‫أو التعامل العقلي معه‪.‬‬
    ‫أما التسول الموسمي‬
 ‫المرتبط بالمناسبات الدينية‬
‫فيزداد ويتنوع على قدر المناسبة‬
  ‫وأهميتها‪ ،‬فشهر رمضان ‪-‬حيث‬
   ‫يهت ُّم الناس بالصدقات وإخراج‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262