Page 256 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 256

‫العـدد ‪١٩‬‬                         ‫‪256‬‬

                                      ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

   ‫زال الضعف الجسدي بالمرض‬                     ‫حديث الجسد الضعيف‬
   ‫وقصور الحركة والوقوف على‬                ‫والمش َّوه والناقص‪ ،‬رسائل‬
‫حافة خطر الموت هو التهديد الذي‬        ‫أخرى لاتخطئ تأثيرها في جني‬
   ‫يتجنَّبه الفرد بمنح المتس ِّول ما‬    ‫المزيد من المال‪ ،‬فهي تلعب‬
                                        ‫على مشاعر الذنب لدى القوي‬
                          ‫يريد‪.‬‬
‫كما نلتقي أحيا ًنا بأطفال صغار‬                ‫الكامل المنعم بالصحة‬

                                                ‫وجسد الآخر المش َّوه‪،‬‬      ‫قبل لفظي‪ ،‬حوار بين لا شعور‬
                                                ‫وكلما تمكنت مثل تلك‬       ‫طرفين‪ ،‬فالصمت العاجز هنا عن‬
                                                                           ‫البوح‪ ،‬الحامل للضعف والمذلَّة‬
                                                   ‫المعتقدات من عقل‬
                                                  ‫الفرد أعطى بسخاء‪.‬‬         ‫في شكلهما المباشر‪ ،‬والحامل‬
                                                    ‫وما زالت الحيل‬      ‫أي ًضا للعدوان على الآخر باستثارة‬

                                                     ‫عديدة‪ ،‬حيث نجد‬       ‫مشاعر الذنب لديه‪ ،‬هذا الديالوج‬
                                                   ‫من يشكو فق َد مالِه‬  ‫الداخلي الدائم هو ما يحمي سلوك‬
                                                   ‫بضياعه أو سرقته‪،‬‬
                                                                                       ‫التسول من الفناء‪.‬‬
                                                       ‫أو عدم امتلاك‬       ‫وهناك شكل آخر من أشكال‬
                                                  ‫تكاليف الرجوع إلى‬
                                                                                 ‫التس ُّول‪ ،‬وهو الاستجداء‬
                                                    ‫مدينتة البعيدة‪ ،‬أو‬  ‫بالعاهات‪ ،‬وقد يكون الأمر حقيقيًّا‬
                                                   ‫حمل شهادات طبية‬
                                                                            ‫أي يعاني المتسول بالفعل من‬
                                                      ‫ي َّدعي المتسول‬      ‫العمى‪ ،‬أو البكم‪ ،‬أو الحروق أو‬
                                                       ‫أنها له أو لأحد‬      ‫بتر اليد أو القدم وغيرها‪ ،‬وقد‬
                                                      ‫أفراد أسرته ولا‬     ‫تكون مصطنعة بحرفية ماكيير‪،‬‬
                                                                        ‫فحديث الجسد الضعيف والمش َّوه‬
                                                         ‫يملك تكاليف‬     ‫والناقص‪ ،‬رسائل أخرى لاتخطئ‬
                                                      ‫العلاج‪ ،‬يشهرها‬
                                                     ‫في وجوه الناس‬            ‫تأثيرها في جني المزيد من‬
                                                                            ‫المال‪ ،‬فهي تلعب على مشاعر‬
                                                        ‫وغالبًا راكبي‬     ‫الذنب لدى القوي الكامل المنعم‬
                                      ‫وسائل النقل العام حيث لا يسمح‬           ‫بالصحة‪ ،‬فعليه أن يكفر عما‬
                                                                         ‫يملكه دون الآخر‪ ،‬ويلعب الميراث‬
                                       ‫الوقت بمطالعة المكتوب في تلك‬       ‫الثقافي دوره فيصبح المنح هنا‬
                                          ‫الشهادات‪ .‬كذلك حيل جلوس‬          ‫در ًءا للعين الحاسدة المريضة‪،‬‬
                                        ‫كبار سن على كرا ٍس متحركة‪،‬‬      ‫واستحداث مسافة بين جسد الأنا‬
                                           ‫أو حمل أبناء ضعاف البنية‪،‬‬
                                        ‫مرضى حقيقيين أو م َّدعين‪ ،‬ما‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261