Page 112 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 112

‫العـدد ‪37‬‬     ‫‪110‬‬

                                                  ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬  ‫أحمد سراج‬

‫الكنوز الغارقة في بحر اللعنات‪..‬‬
        ‫قراءة في رواية جوكات‬
            ‫لإنتصار عبد المنعم‬

   ‫إليها «شلومو بن لاوي» الذي كان متحد ًّثا باسم‬     ‫لماذا ُل ِعن هؤلاء؟ وكيف كانت لعنتهم؟ تجيب‬
                                        ‫اليهود‪.‬‬
                                                       ‫أحداث رواية «جوكات‪ ..‬حكايا الدار الحمراء»‬
 ‫يحسم شلومو أمه مع موسى بصعوبة؛ فيقرر أن‬            ‫للكاتبة إنتصار عبد المنعم التي صدرت عن الهيئة‬
  ‫يخرج معه دون أن يكمل معه؛ ويطلب من النساء‬       ‫العامة للكتاب عام ‪ ،2019‬عن السؤال الثاني‪ ،‬تاركة‬
‫جمع الحلي والأواني المصرية بحجة الاحتفال‪ ،‬وعند‬
 ‫الخروج يأخذ معه نصف الذهب المستعار‪ ،‬ويتأخر‬           ‫لنا البحث عن إجابة السؤال الأول‪ ،‬لعل إجابته‬
                                                                           ‫تنقذنا من هذه اللعنات‪.‬‬
     ‫هو وابن عمه وأولادهما‪ ،‬وفي اللحظة المناسبة‬
  ‫ينفصل عن ركب موسى‪ ،‬وبدلاً من الاتجاه شر ًقا‬            ‫تقسم الروائية عملها إلى بابين‪ :‬الأول؛ لعنة‬
‫يتجه شمالاً مخفيًا الذهب في جرار‬                      ‫التكوين‪ ،‬والثاني لعنة الماء‪ ،‬ويمتاز كل باب عن‬

    ‫العسل‪ ،‬وما بين رحلة برية في‬                                      ‫الآخر في الزمان والأشخاص‪،‬‬
  ‫القرى وعلى أطرافها‪ ،‬وبين رحلة‬                                   ‫لكنه يتفق معه في المكان الرئيسي‬
   ‫نيلية يصل إلى مواجهة المتوسط‬
   ‫ويستقر مرغ ًما بالقرب من قرية‬                                              ‫وفي نهايات الأبطال‪.‬‬
                                                                     ‫ومركز أحداثها هو «جوكات»‬
    ‫جوكات فيما سيعرف بـ»الدار‬                                         ‫وهي قرية مصرية قديمة على‬
                       ‫الحمراء»‪.‬‬                                    ‫ساحل البحر الأبيض المتوسط‪،‬‬
                                                                      ‫بين رشيد والإسكندرية‪ ،‬كما‬
   ‫يجمع الحيين الجبن وكنز المال؛‬
       ‫فشلومو ومن معه يخشون‬                                             ‫يتضح ذلك في ثنايا النص‪،‬‬
         ‫انكشاف أمرهم‪ ،‬وصيادو‬                                      ‫يعيش في المدينة صيادون آمنون‬
                                                                   ‫تحكم عليهم طبيعة مكانهم بعدم‬
   ‫«جوكات» يعيشون تحت رحمة‬
   ‫البحر والظروف الطبيعية؛ لذلك‬                                      ‫الاختلاط‪ ،‬وعقب فرار موسى‬
                                                                      ‫عليه السلام من مصر يهاجر‬
   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117