Page 122 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 122

‫العـدد ‪37‬‬                                                      ‫‪120‬‬

                                     ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

                                         ‫سامح عسكر‬

‫معركة «هر مجدون»‬
    ‫وتحدي الاستنارة‬

 ‫‪« )44‬وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم‬      ‫« َف َج َم َع ُه ْم إِ َل ا ْ َل ْو ِض ِع الَّ ِذي ُي ْد َعى‬    ‫في عقيدة الأصوليين في الدين‬
  ‫إله السماوات مملكة لن تنقرض‬         ‫ِبا ْل ِع ْب َرا ِنيَّ ِة َه ْر َم َج ُّدو َن» (‪)16 :16‬‬
‫أب ًدا‪ ،‬و ملكها لا يترك لشعب آخر‪،‬‬                                                                      ‫الإبراهيمي «إسلام ومسيحية‬
  ‫وتسحق وتفني كل هذه الممالك‬              ‫حتى صار علامة على معارك‬                                   ‫ويهودية» تشيع أخبار معركة في‬
                                        ‫منتظرة لدى متأخري اليهودية‬
           ‫وهي تثبت إلى الأبد»‪.‬‬        ‫والمسيحية ضد أولياء الشيطان‬                                    ‫آخر الزمان بين الحق والباطل‪،‬‬
     ‫ويبدو أن لمنطقة مجدو دلالة‬        ‫والدجال‪ ،‬ينتصر فيها المؤمنون‬                                      ‫أو بين الله والشيطان يكون‬
‫عسكرية في العقل اليهودي انتقلت‬       ‫ويبدأ عهد المجيء الثاني للمسيح‪،‬‬
  ‫آليًّا للمسيحيين المؤمنين حرفيًّا‬  ‫ومن تلك الرؤية ربط أصوليو هذه‬                                     ‫فيها ذوو هذا الدين من أولياء‬
      ‫بالعهد القديم‪ ،‬فهذه المنطقة‬      ‫الأديان بين قيام دولة إسرائيل‬                                 ‫الله والممثلين للحق المطلق‪ ،‬بينما‬
    ‫شهدت حرو ًبا بين العبرانيين‬       ‫وبين معركة هر مجدون باعتبار‬
  ‫وأعدائهم أنقلها لحضراتكم كما‬        ‫أن نبؤءة أرض الميعاد لشعب الله‬                                     ‫أعداؤهم هم أولياء الشيطان‬
    ‫هي من موقع «دائرة المعارف‬            ‫المختار مرتبطة بعودة المسيح‬                                       ‫وممثلو الشر والطغيان في‬
  ‫الكتابية المسيحية»‪ ،‬حيث قالت‪:‬‬      ‫الثاني‪ ،‬ومن ثم تكون هذه المعركة‬
‫«وذكر الكتاب ثلاث معارك هناك‪:‬‬          ‫هي انتصار لإسرائيل ُيع َلن فيه‬                                 ‫البشرية‪ ،‬وقد اصطلح عليها في‬
‫الأولى التي تغلب فيها العبرانيون‬     ‫المجيء المقدس للمسيح‪ ،‬الذي يبدأ‬                                   ‫الأخبار بمعركة «هر مجدون»‬
   ‫على سيسرا والكنعانيين (قض‬             ‫فيه حكم السماء وينتهي حكم‬                                    ‫بترجمة عن العبرية تعني «جبل‬
  ‫‪ ،)19 :5‬والثانية التي قتل فيها‬                                                                       ‫مجدو»‪ ،‬وهي منطقة بفلسطين‬
                                          ‫البشر وف ًقا لسفر دانيال (‪:2‬‬                                 ‫يعتقد ذوو الأديان الثلاثة أنها‬
                                                                                                    ‫سوف تشهد ملاحم آخر الزمان‪..‬‬
                                                                                                         ‫والقصة بدأت بنص في سفر‬
                                                                                                     ‫الرؤيا يتنبأ بتلك المعركة في قوله‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127