Page 143 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 143
حول العالم 1 4 1
(ص -)30يلقي الضوء على
المكان كوسط للانفصال وفقد
الجذور.
مثل كثير من الشخصيات في
الأرض اليباب ،تم تصوير
إسماعيل كروح ضالَّة تبحث
عن الحياة .لكن ،بخلاف
شخصيات إليوت ،فإنه
يعاين يقظة لروحه ،تفصله
عن أولئك الذين لم يفيقوا
من ذهولهم ،في كل من
القصيدة والرواية .مع ذلك،
فإن اليقظة -أو ما يشير
إليه إسماعيل باعتباره إحياء
«الوعي» -لم يحقق له الراحة
المأمولة ،حيث يبقي ،إلى
اللحظة الأخيرة في الرواية،
كرو ٍح قلقة تبحث عن وجهة.
خلال ذلك ،نرى إسماعيل
يشبه سيبيل « ،)5(Sybilلا
حي ولا ميت» ،معل ًقا بين
عالمين ،محاو ًل التوافق مع
معنى وجوده .تبدأ الرواية
وتنتهي وهو في الطائرة ،في
الأولى قاد ًما من بلده ،وفي
الأخيرة مغاد ًرا إليها .يعلن في
نهاية الرحلة «عائد إلى حيث
جئت لا محالة» (ص.)359
تلك الطبيعة الدائرية العقيمة
لبحثه ،أُلمح إليها رمز ًّيا قبل
ذلك بكثير ،حين وصوله
إلى مطار السعوديةَ « ،سي ًرا
عري ًضا [الخاص بالأمتعة]
يتحرك دائر ًّيا فوق الأرض»
(ص .)9الصورة التي
يستدعيها إليوت« :أرى
جمو ًعا من الناس ،يدورون
في حلقة» (سطر )56هي
انعكاس «لـ ..العقم الأبدي»