Page 147 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 147

‫حول العالم ‪1 4 5‬‬

‫هيرمان هيسه‬  ‫هاردنج‬             ‫توماس ستيرنز إليوت‬            ‫الماضي الروحي‪ /‬الشاعري‬
                                                                 ‫والقبح المادي‪ /‬المتحضر‬
  ‫توج ًها نفسيًّا إلى الانفصال‬       ‫التحرير بأنه «مخيف»‪،‬‬           ‫للحاضر‪ .‬حيث يطلب‬
  ‫عن كل ما يرفضه الآن في‬         ‫ويتعرض إسماعيل للسرقة‬
   ‫بلده‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن العاصفة‬                                   ‫سبنسر من «التيمز الحبيب»‬
‫الترابية التي تمنعه من رؤية‬        ‫في الشوارع‪ .‬وكذلك ُتلقي‬          ‫أن «إج ِر الهوينا حتى‬
 ‫الأهرامات وهو في الطائرة‪،‬‬        ‫هزيمة ‪ ،1967‬والاضطهاد‬
   ‫يمكن اعتبارها استحضار‬         ‫السياسي للبلتاجي‪ ،‬الضوء‬         ‫أُتم أغنيتي» (سطر ‪)176‬‬
‫رمزي لانفصاله الحتمي عن‬                                        ‫يتحدث إليوت عن أن النهر‬
                                     ‫على الظروف السياسية‬      ‫في أيامه الحاضرة خالي من‬
                   ‫جذوره‪.‬‬         ‫المؤسفة للبلد‪ .‬كذلك‪ ،‬كانت‬    ‫«الحوريات» حيث «أطراف‬
‫بنفس الطريقة‪ ،‬فإن الانقسام‬       ‫أفكار إسماعيل خلال لقائه‬    ‫الورقات‪ ،‬تتشبث ثم تغور في‬
                                                              ‫الضفة الرطبة» (سطر‪-173‬‬
  ‫المتأصل في الرواية يذكرنا‬           ‫مع روز ماري‪ ،‬زوجة‬
    ‫بأن تبوك جزء من «بلاد‬           ‫رجل الأعمال الأمريكي‪،‬‬            ‫‪ .)174‬وبالمثل‪ ،‬يقدم‬
  ‫مليئة بالألغاز» (ص‪.)107‬‬          ‫تكشف عن صورة كالحة‬           ‫إبراهيم عبد المجيد صورة‬
    ‫إن صفاء العالم الروحي‬            ‫لمصر الحديثة‪ ،‬حيث لم‬      ‫تذخر بالحنين لوادي النيل‬
    ‫(المستل َهم من جلال جبل‬       ‫يعد للوقت قيمة و»صحف‬        ‫الشاعري في الماضي البعيد‪،‬‬
‫أُ ُحد والحج) غالبًا ما يشوبه‬       ‫ومجلات وإذاعات تجعل‬       ‫في غضون تصور إسماعيل‬
  ‫الاضطراب بسبب الشعور‬             ‫الأسود أبيض‪ ،‬والأبيض‬      ‫لهجرة َجد واضحة الأكبر إلى‬
                                ‫أسود أو عديم اللون والطعم‬
       ‫الطاغي بانعدام الأمن‬                                        ‫شبه الجزيرة العربية‪:‬‬
  ‫والتهديد‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬          ‫والرائحة» (ص‪.)187‬‬      ‫رأيت وادي النيل من الشلال‬
‫فإن العقوبات القاسية‪ ،‬وهي‬           ‫إن الصدمة الثقافية التي‬
‫من المشاهد المعتادة في تبوك‬     ‫عاناها إسماعيل أثناء رحلته‬       ‫إلى البحر الأبيض‪ ،‬ديوك‬
                                ‫التجارية إلى القاهرة استهلت‬    ‫تؤذن‪ ،‬وشمس تسطع على‬
                                                                 ‫الشريط الأخضر الضيِّق‬
                                                                ‫في الجنوب‪ ،‬فتتفتح زهور‬
                                                               ‫الفول البيضاء بطول النيل‪،‬‬
                                                               ‫وشمس تسطع على الجبال‬
                                                               ‫فيصحو رجال ناموا جوار‬

                                                                  ‫البنادق‪ ،‬ويقفون كأنهم‬
                                                               ‫رايات‪ ،‬وشمس تسقط على‬

                                                                  ‫المعابد القديمة فيضحك‬
                                                                 ‫وجه رمسيس في أقصى‬
                                                             ‫الجنوب‪ ،‬وتنطلق الكباش من‬
                                                              ‫معابد الأقصر تثغو وتجري‬
                                                               ‫وتتناطح‪( .‬ص‪)158 -157‬‬
                                                                 ‫الصورة الجميلة السابقة‬
                                                               ‫وضعت في مقابلة صريحة‬

                                                                    ‫مع صورة القاهرة في‬
                                                             ‫الحاضر‪ ،‬حيث «أن كل شيء‬

                                                                ‫في القاهرة تحركه النقود»‬
                                                              ‫(ص‪ ،)275‬و ُيوصف ميدان‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152