Page 150 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 150
العـدد 37 148
يناير ٢٠٢2 الشارع .لها نافذة صغيرة
على َمن َور ضيق» (ص.)167
حبيبها ،كما يلاحظ القارئ للرواية( )10يناسب الوصف
شخ ًصا يقول «جلس ُت على المذكور آن ًفا ،حيث يؤكد نفس حالة الكآبة الخاصة
الساحل /أصطاد ،والسهل بزنزانة السجنُ ،يلمح
القاحل خلفي» (سطر -424 طبيعته الجهنمية ،مستعي ًرا
)425لا يزعجه القفر المحيط نصيحة هاملت الساخرة إليها حين وصفه لحجرته
لكلوديوس قائ ًل« :فأبحث «ال َكاب َية» في المكتب الذي
به .على النحو نفسه ،في عنه (جثة بولونيوس)
الفصل الثالث يعلن إسماعيل بنفسك في المكان الآخر» يعمل فيه ،حيث يسود اللون
الرمادي .وفي الخارج «يحيط
«صرت أحب البيت ،وتهفو (هاملت :الفصل ،4المشهد.)3 الجميع سور عا ٍل من القرميد
نفسي إلى العودة إليه ،منذ إن قبول إسماعيل التدريجي
الأبيض ،له بوابة واسعة»
يقف عقربا الساعة على بحياة «نظيمة مثل درس محاطة بمساحة خالية حيث
الثانية عشرة» (ص.)34 في قواعد اللغة» (ص)72
«لا توجد شجرة واحدة»
وكذلك ،فبينما كانت حيث «كل شيء حولي (ص .)23تستدعي الحالة
«الساعات الثلاث الباقية بارد» (ص )72هو انعكاس
ده ًرا» (ص )34في المكتب «للشعور بالضيق النفسي» الشحيحة للمكتب ،حيث
عند وصوله لأول مرة ،نجده ()110: 1992 Mohamed لا تنشأ علاقات شخصية،
على النقيض يقول ،بعد مضي الذي يوازي الموقف اللامبالي المكا َن القذر في مشهد الحانة،
عدة شهور« :هذه غرفة في القصيدة ،حيث يصيح
أحبها ولا أدري» (ص.)250 لسكان لندن ،في قصيدة ساقي الحانة «أسرعوا رجا ًء
وبنحو مماثل ،بينما كانت إليوت ،تجاه حياتهم الآلية. انتهى الوقت» (سطر ،)165
ساعات إسماعيل الأولى بعد حيث يتابع قارئ القصيدة مقو ًضا أي فرصة للتفاعل.
وصوله تصور شعو ًرا سلبيًّا الفتاة التي تضرب على الآلة ُيشار إلى تبوك كـ»الجحيم»
طاغيًا «بالصمت» -كما لو حيث «لافتة دانتي أنت فوق
أن المرء يخطو في «الفراغ»، الكاتبة «تس ِّرح شعرها
ففي موقف آخر نجده يرحب بحركة يد آلية /وتضع الجحيم» (ص ،)180كما
أسطوانة على الحاكي» (سطر يصفها البلتاجي .تستدعي
)256 -255بعدما ينصرف الصورة مقولة دانتي ،في
قصيدة إليوت «ما كنت
أحسب أن الموت قد طوى
مثل هذا الجمع» (سطر
)63التي يتلوها المتحدث في
القصيدة .إن تصوير مخطط
المكان في الرواية ،إلى جانب
الحرارة الخانقة والعرق،
يفرض صورة «الجحيم»
حيث «بعد الثانية عشرة
يبدو الكون هنا واس ًعا
فار ًغا ،فالشمس تضيئه حتى
كأنها ستشعله» (ص)36
إن العنوان الذي أعطاه
فاروق عبد الوهاب لترجمته