Page 156 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 156

‫العـدد ‪37‬‬                                ‫‪154‬‬

                                  ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬                              ‫«هيرونيمو قد ُج َّن من‬
                                                                      ‫جديد» (سطر ‪ ،)432‬يلقي‬
‫بل إن تشابك روح المكان مع‬         ‫(سطر ‪ ،)376 -375‬تؤسس‬              ‫الضوء على فرص ضئيلة في‬
   ‫تطور الصراعات الداخلية‬          ‫لبعث إليوت «للقلق المعاصر‬           ‫بلوغ الرسالة إلى قرائها‪/‬‬
    ‫والخارجية للشخصيات‪،‬‬           ‫نتيجة لانهيار الإمبراطورية»‬
                                      ‫(‪ .)1997 Paul‬إن القلق‬                       ‫مستمعيها(‪.)13‬‬
 ‫كلها‪ ،‬كانت تعمل على تسليط‬                                            ‫تعلي ًقا على نهاية القصيدة‪،‬‬
‫الضوء على الفكرة الأساسية‬         ‫الذي يلقي عليه إليوت الضوء‬           ‫يكتب جيمس تورينس في‬
‫للرواية‪ ،‬والتي تتركز أسا ًسا‬         ‫باهتمام في هوامشه‪ ،‬يأتي‬            ‫مقال له بعنوان «ت‪ .‬س‪.‬‬
‫في «المعاناة‪ ،‬والفراغ الروحي‪،‬‬         ‫في السطور ‪،377 -367‬‬           ‫إليوت‪ 75 :‬عاما على «الأرض‬
                                                                    ‫اليباب»» أن «إليوت رغب في‬
     ‫والوهم‪ ،‬وضياع الحلم»‬         ‫التي يقتبس فيها من هيرمان‬            ‫تسليط الضوء على معاناة‬
‫(‪.)114 :1992 Abou ‘Aouf‬‬              ‫هيسه أحوال الفوضى في‬              ‫الرجوع إلى الحياة» خلال‬
                                    ‫أوروبا الشرقية‪ .‬يرى بول‬           ‫القصيدة‪ ،‬لكنه لم يصل إلى‬
        ‫المجمل‪ ،‬أن العناصر‬
   ‫الموضوعية والمجازية التي‬       ‫بالتالي أنه بينما يقوم القارئ‬         ‫حل «سؤال‪ ،‬كيف تنتهي‬
 ‫تشارك فيها الرواية قصيدة‬               ‫المعاصر «بالتنقيب بين‬             ‫الأشياء بالنسبة لنا؟»‬
‫إليوت تبدو كتفسير لما ذكره‬
   ‫إبراهيم عبد المجيد من أن‬        ‫الطبقات الأدبية‪ ،‬والشذرات‬            ‫(‪ .)2004 Torrens‬على‬
 ‫قراءة ترجمة الأرض اليباب‬             ‫النصية‪ ،‬والخيالات» يجد‬           ‫أية حال‪ ،‬يذهب دوجلاس‬
   ‫لإليوت‪ ،‬في شبابه ربما قد‬                                          ‫بول إلى أن اعتماد القصيدة‬
                                    ‫القصيدة تضعه في مغامرة‬              ‫على الثقافتين والأساطير‬
     ‫أثرت بشكل غير مباشر‬                 ‫قراءة مجازية لتح ُّطم‬         ‫المصرية والهندوأوروبية‪،‬‬
    ‫عليه‪ ،‬بنحو لا َي ِعيه‪( .‬لقاء‬                     ‫الحداثة‪.‬‬       ‫كان هو وسيلة إليوت لتقدير‬
 ‫خاص)‪ .‬مثل هذا التقارب في‬                                           ‫«العقليات السابقة باعتبارها‬
‫اللغة والروح‪ ،‬في كلا العملين‬        ‫إن تكرار الفكرة الرئيسية‪،‬‬       ‫أصل الفن والخلاص المحتمل‬
   ‫يتردد صداه في أغنية فتاة‬          ‫والصور الخيالية‪ ،‬وتمثيل‬
    ‫التِيمز في «موعظة النار»‬        ‫الشخصيات يمنح القصيدة‬                  ‫لثقافة تتعرض لخطر‬
                                   ‫عناصرها المتآزرة‪ ،‬بالطريقة‬           ‫الجفاف» (‪.)1997 Paul‬‬
                   ‫لإليوت‪:‬‬        ‫نفسها التي توفر بها الأفكار‬       ‫ومن ثم‪ ،‬فإن قراءة الشذرات‬
       ‫«على رمال مارجريت‬             ‫الرئيسية المتكررة للرواية‬
                                                                          ‫عبر القصيدة «يؤسس‬
            ‫لا أقدر أن أربط‬            ‫«تواز ًنا تا ًّما بين الشكل‬      ‫مقاربة للتاريخ والثقافة‬
         ‫أي شيء بأي شيء‬               ‫والمضمون (‪Mohamed‬‬               ‫التي من المؤكد أنها ليست‬
   ‫أظافر متقصفة من أصابع‬           ‫‪ .)110 :1992‬حتى التشظي‬               ‫خالية من القيمة» (‪Paul‬‬
                                                                       ‫‪ .)1997‬على سبيل المثال‪،‬‬
               ‫يدين قذرتين‬              ‫الضمني في الومضات‬                ‫الإمبراطوريات المنهارة‬
     ‫قومي أناس مساكين لا‬             ‫السريعة لذكريات الراوي‬             ‫في القصيدة‪« ،‬أورشليم‪،‬‬
                                  ‫البعيدة والقريبة‪ ،‬ورؤاه ذات‬          ‫الإسكندرية‪ ،‬فيينا‪ ،‬لندن»‬
                  ‫يتوقعون‬         ‫الطبيعة الخيالية والتاريخية‪،‬‬
   ‫أي شيء»‪( .‬سطر ‪-300‬‬                ‫والمشاهد السينمائية التي‬

                     ‫‪)305‬‬               ‫يستدعيها‪ ،‬والكوابيس‬
                                     ‫المتكررة‪ ،‬لم تكسر التطور‬
                                     ‫الخطي لمجريات الأحداث‪.‬‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161