Page 161 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 161

‫حول العالم ‪1 5 9‬‬

‫بهاء طاهر‬  ‫باربرا رومين‬       ‫إدوار الخ ّراط‬                   ‫جدير بالذكر أن التجارب‬
                                                            ‫الأولى مع العروبة جاءت قبل‬
  ‫هناك شعور عام بالهزيمة‬        ‫رغبات مصر ورغبات بقية‬
    ‫والخسارة بسبب أحداث‬       ‫الدول العربية‪ .‬يقترح بنيامين‬    ‫نظام عبد الناصر بسنوات‪.‬‬
‫عام ‪ ،1967‬ووجد المصريون‬                                       ‫يلاحظ العلماء مثل «مايكل‬
     ‫العزاء في الفخر ببلدهم‬       ‫جير‪« :‬القومية مثل الدين‬    ‫دوران» أن «القومية العربية‬
   ‫وثقافتهم‪ .‬من الواضح أن‬          ‫لها صلواتها ومعابدها‪..‬‬    ‫في الخمسينيات والستينيات‬
 ‫العروبة قد فشلت في مصر‬       ‫قديسيها‪ ،‬شهداؤها‪ ،‬أنبياؤها‬    ‫من القرن الماضي نشأت من‬
   ‫مرة أخرى‪ .‬نشأ النقد في‬       ‫وكهنتها‪ ..‬ومن أنبياء مصر‬      ‫رؤية النظام الإقليمي التي‬
 ‫الأوساط الدينية وفي المجال‬    ‫القوميين قادة مثل مصطفى‬
    ‫الفكري‪ .‬علاوة على ذلك‪،‬‬      ‫كامل وسعد زغلول وجمال‬           ‫طورها القادة المصريون‬
     ‫كانت المجتمعات الدينية‬       ‫عبد الناصر»‪ ..‬لقد كانت‬      ‫في أواخر عهد الملك فاروق‪.‬‬
 ‫تعبر بشكل عام عن التفكير‬           ‫حرب الأيام الستة عام‬
                              ‫‪ 1967‬دلي ًل على فشل أهداف‬         ‫في أعقاب الحرب العالمية‬
          ‫الداخلي في مصر‪.‬‬          ‫عبد الناصر في التوحيد‬        ‫الثانية مباشرة‪ ،‬تصارع‬
     ‫‪ ‬لقد تم بالفعل تنصيب‬       ‫بين الدول العربية‪ ،‬ورؤيته‬    ‫النظام القديم في وقت واحد‬
   ‫جمال عبد الناصر على أنه‬    ‫المثالية لمصر‪ ،‬ومحاولة تغيير‬       ‫مع الحرب في فلسطين‪،‬‬
     ‫«نصف إله أو نب ّي» كما‬     ‫نمط السلطة والأيديولوجيا‬    ‫والصراع الأنجلو‪ -‬مصري‪،‬‬
   ‫وصفه بنيامين جير‪ .‬كان‬         ‫السياسية بشكل عام‪ .‬بعد‬          ‫والصراع مع الخصوم‬
 ‫الإيمان بعصمة عبد الناصر‬        ‫ذلك بوقت قصير‪ ،‬استقال‬       ‫العرب‪ .‬في العقود الأولى من‬
   ‫عنص ًرا أساسيًّا في السمة‬     ‫الرئيس من منصبه وتوفي‬      ‫القرن العشرين‪ ،‬كان الموقف‬
 ‫القومية لملايين الناس‪ .‬ألقت‬      ‫عام ‪ 1970‬عندما انتقلت‬        ‫السائد حول العروبة التي‬
‫حرب ‪ 1967‬بظلال من الشك‬           ‫السلطة إلى أنور السادات‪.‬‬      ‫تبنتها مصر هو أن مصر‬
    ‫على صلاحيته من خلال‬           ‫فيما يتعلق بالهوية‪ ،‬كان‬         ‫كانت مختلفة بطبيعتها‬
                                                                 ‫عن بقية البلدان الناطقة‬
                                                              ‫بالعربية من خلال التجربة‬
                                                               ‫والثقافة التاريخيتين‪ ،‬وأن‬
                                                            ‫«احتضان العروبة أو الوحدة‬
                                                            ‫الإسلامية من شأنه أن يكون‬
                                                                ‫بمثابة التخلي عن التراث‬
                                                              ‫المصري الغني والشخصية‬
                                                             ‫المصرية»‪ .‬لم يبدأ الكثير من‬
                                                                ‫المصريين في رؤية معنى‬
                                                             ‫الوحدة العربية إلا في أواخر‬
                                                                ‫الثلاثينيات‪ .‬نتج عن ذلك‬
                                                             ‫إنشاء العديد من المطبوعات‬
                                                            ‫والمنظمات بما في ذلك جامعة‬
                                                               ‫الدول العربية عام ‪.1945‬‬
                                                            ‫كان جمال عبد الناصر يعتبر‬
                                                             ‫إلى حد كبير بط ًل في المنطقة‬
                                                            ‫وقدم بالضبط ما هو مطلوب‬
                                                               ‫(إذا جاز التعبير) لإشباع‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166