Page 163 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 163

‫حول العالم ‪1 6 1‬‬               ‫والمجتمع المصري والأحزاب‬          ‫الدينية من أذهان الناس»‪.‬‬
                               ‫السياسية الناشئة‪ .‬والنتيجة‬       ‫(فالاري هوفمان ص‪)376‬‬
    ‫المجيد بشكل عادل نتيجة‬
  ‫وعواقب واحدة تم تنفيذها‬         ‫هي عمل رائع يجرؤ على‬          ‫التناص وتصوير‬
                                   ‫(إعادة) دراسة المواقف‬      ‫العلاقات بين الأديان‬
                    ‫بالفعل‪.‬‬    ‫المصرية تجاه النظام العالمي‬
   ‫«انتهى الثأر بين العائلتين‬  ‫في ذلك الوقت والطريقة التي‬     ‫لقد تم تحليل تمثيل العلاقات‬
                                   ‫أصبح بها العالم العربي‬       ‫بين الأديان في كيفية إظهار‬
      ‫منذ عشر سنوات‪ ،‬ولم‬        ‫متور ًطا في العنف والشعور‬         ‫الدين كطريقة للجمع بين‬
     ‫يبق أحد على قيد الحياة‬      ‫باليأس اللذين ميزا الكثير‬        ‫الناس في أوقات الأزمات‬
   ‫باستثناء «مجد الدين» من‬           ‫من فترات الثلاثينيات‬             ‫والاحتفالات‪ ،‬وكذلك‬
   ‫عائلة «الخلايلة» و»خلف»‬                                      ‫التحريض على الانقسامات‬
   ‫من عائلة «الطوالبة»‪ ..‬هذه‬                ‫والأربعينيات‪.‬‬          ‫من خلال تأثير المجتمع‬
   ‫الصداقة جعلت كل منهما‬          ‫تدور القصة حول معاناة‬         ‫والعقيدة المضللة‪ .‬إنه يخلق‬
 ‫يبذل قصارى جهده لتجنب‬                                             ‫انقسا ًما بين المجموعات‬
   ‫مواجهة الآخر في معركة‪.‬‬             ‫«مجد الدين»‪ ،‬الرجل‬
                                 ‫الطيب الورع الذي يهاجر‬       ‫وبين الأفراد (مثل الصداقات‬
       ‫ُقتل أشقاء مجد الدين‬                                        ‫والعلاقات العاطفية بين‬
 ‫الخمسة‪ ،‬وتوفي والده حز ًنا‪.‬‬        ‫من قريته الصغيرة إلى‬
                                  ‫الإسكندرية‪ .‬أصبح جا ًرا‬       ‫معتنقي الديانات المختلفة)‪،‬‬
   ‫فقط هو وشقيقه «البهي»‪،‬‬        ‫للناس في مجتمعه ومقر ًبا‬       ‫أو الصراع الداخلي النفسي‬
   ‫الذي كان يتجول دائ ًما في‬      ‫لهم خاصة مع «دميان»‪،‬‬        ‫للفرد في الاختيار والاعتراف‬
‫مكان ما أو آخر‪ ،‬بقيا على قيد‬   ‫وهو رجل قبطي غير متعلم‪.‬‬
‫الحياة‪ ..‬كما ُقتل أشقاء خلف‬        ‫يصبح الاثنان صديقين‬            ‫والتوافق مع فكرة دينية‬
    ‫الستة‪ .‬علمت القرية كلها‬     ‫سريعين عندما يعثران على‬         ‫معينة‪ .‬الرواية التي تحتوي‬
‫بالعهد الذي قطعه مجد الدين‬       ‫عمل‪ ،‬ويحتفلان بأعيادهما‬         ‫على معظم صور العلاقات‬
  ‫وخلف‪ .‬لقد ق َّررا‪ ،‬منذ أكثر‬  ‫الدينية‪ ،‬وفي النهاية يواجهان‬   ‫بين الأديان هي «لا أحد ينام‬
 ‫من عشر سنوات‪ ،‬وقف نهر‬              ‫أحدا ًثا صادمة م ًعا مثل‬
    ‫الدم»‪( .‬عبد المجيد ص‪)7‬‬                                        ‫في الإسكندرية» لإبراهيم‬
 ‫من الواضح أن إبراهيم عبد‬           ‫العنف الذي هز المدينة‬         ‫عبد المجيد‪ ،‬حيث تتراوح‬
   ‫المجيد يوضح الدمار الذي‬     ‫خلال الحرب العالمية الثانية‪.‬‬   ‫الأمثلة المختلفة لهذه العلاقات‬
 ‫خلفته النزاعات من خلال ما‬      ‫تحرص الرواية على عرض‬               ‫الموجودة في الرواية من‬
 ‫عاشته الشخصية الرئيسية‬                                       ‫الصداقات إلى علاقات الحب‪.‬‬
                                  ‫هذه الأنواع من الأحداث‬       ‫يعود الفضل إلى حد كبير في‬
     ‫(مجد الدين) من مأساة‬         ‫على نطاق واسع‪ ،‬وكذلك‬           ‫عبقرية عبد المجيد ككاتب‪،‬‬
  ‫فقدان عائلته بهذه الطريقة‬        ‫على المستوى الشخصي‬          ‫وإلى روايته التاريخية الغنية‬
‫العنيفة‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬هناك‬        ‫مثل الخلاف الدموي الذي‬          ‫والمفصلة إلى أن هذا العمل‬
   ‫شعور بالنضج في عزيمة‬         ‫حدث بين عائلة مجد الدين‬          ‫الروائي الطموح قادر على‬
                                   ‫وجيرانه في القرية التي‬         ‫طرح العديد من الجوانب‬
    ‫شخصيتي «مجد الدين»‬            ‫صورت في بداية القصة‪.‬‬             ‫الإشكالية للعلاقات بين‬
 ‫و»خلف» على عدم الانخراط‬       ‫وفي حين أوضح بهاء طاهر‬         ‫الشرق والغرب خلال الحرب‬
                                  ‫مشاعر الغضب والخوف‬
    ‫في القتل‪ .‬هذا القرار ختم‬    ‫والقلق والتوقع العام لعداء‬           ‫العالمية الثانية‪ ،‬وتأثير‬
     ‫الصداقة بخاتم الصدق‪،‬‬         ‫دموي في روايته «خالتي‬        ‫الحرب نفسها على الاقتصاد‬
   ‫وأبقاهما‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬     ‫صفية والدير»‪ ،‬يصور عبد‬
‫على قيد الحياة‪ .‬إنهما يفهمان‬
    ‫أن العنف لا يؤدي إلا إلى‬
  ‫مزيد من العنف وينتهي في‬
   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168