Page 164 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 164

‫العـدد ‪37‬‬                              ‫‪162‬‬

                              ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬                      ‫النهاية بالموت‪ .‬الصداقة التي‬
                                                                 ‫رعاها مجد الدين (مسلم)‬
   ‫بأعلى الحائط»‪( .‬ص‪)116‬‬         ‫تسألها كيف كان زوجها‬           ‫ودميان (قبطي) ديناميكية‬
      ‫يتعدى هذا النوع من‬           ‫مجد الدين‪ ،‬الذي بالكاد‬       ‫وجميلة‪ .‬إنهما يبنيان الثقة‬
                              ‫يعرفه أهل الحي‪ ،‬ولماذا كان‬        ‫مع بعضهما البعض والتي‬
  ‫الصداقة الاثنين المعنيين‪،‬‬     ‫ُيرى دائ ًما بصحبة دميان‪،‬‬
     ‫وهي نموذج يتكرر في‬          ‫المسيحي‪ .‬لماذا‪ ،‬ح ًّقا‪ ،‬كان‬   ‫تحملهما طوال القصة‪ .‬إنهما‬
       ‫جميع أنحاء الرواية‬     ‫صدي ًقا لمسيحي؟ كانت زهرة‬          ‫يعترفان ويحتضنان الود‬
    ‫من خلال أشخاص من‬             ‫تقول دائ ًما‪« ،‬نحن جمي ًعا‬
                              ‫أبناء تسعة أشهر»‪ .‬أو قالت‪،‬‬      ‫الذي يتمتع به كل منها تجاه‬
  ‫ديانات مختلفة يتوحدون‬       ‫«إن الذي خلق المسلمين خلق‬       ‫الآخر لإيمانه وطريقة حياته‪.‬‬
 ‫ويتشاركون الثقافات‪ ،‬وفي‬        ‫الأقباط أي ًضا»‪( ،‬ص‪.)177‬‬      ‫من خلال هذه العلاقة‪ ،‬يشير‬
                                 ‫تستند صداقة مجد الدين‬
   ‫كثير من الأحيان يعانون‬      ‫ودميان إلى الثقة والمشاركة‬          ‫عبد المجيد إلى أن الهوية‬
   ‫م ًعا‪ .‬تصف ماري تيريز‬       ‫بد ًل من الاختلافات الدينية‪.‬‬       ‫الدينية لا ُتستخدم دائ ًما‬
   ‫عبد المسيح صداقتهما في‬       ‫يظهر هذا بأقصى درجات‬            ‫للتقسيم‪ ،‬ولكنها قادرة على‬
    ‫مقال «بدائل الحداثة في‬        ‫الرشاقة في المشهد حيث‬         ‫أن تكون وسيلة للتضامن‪.‬‬
 ‫الرواية المصرية المعاصرة‪:‬‬    ‫يتسلق الرجلان فوق الحائط‬              ‫في العديد من الفصول‪،‬‬
 ‫لا أحد ينام في الإسكندرية‬    ‫«ثم سمع دميان يقول‪ :‬ليس‬           ‫هناك تبادل ثقافي بين مجد‬
 ‫لإبراهيم عبد المجيد» بأنها‪:‬‬      ‫هذا بالارتفاع‪ ،‬كما ترى‪.‬‬          ‫الدين ودميان من خلال‬
   ‫«ذاتية يمكن إعادة بنائها‬   ‫سأشبك يدي م ًعا‪ ،‬ثم تتسلق‬           ‫اختلافاتهما الدينية‪ .‬ومن‬
  ‫في سياق اجتماعي أوسع‪.‬‬        ‫عليها‪ ،‬حتى تصل إلى القمة‬         ‫المفارقات‪ ،‬يبدو أن هويتهما‬
‫تصبح علاقتهما متزامنة في‬         ‫وتجلس‪ ،‬ثم تعطيني يدك‬            ‫الدينية لا تفسد علاقتهما‪،‬‬
 ‫المحور النموذجي للمجتمع‬         ‫لأنضم إليك‪ ،‬ثم ننزل على‬           ‫مما يعني أنه على الرغم‬
 ‫عبر الوطني‪ .‬أصداء الأذان‬         ‫الجانب الآخر‪ .‬شد يديه‪،‬‬           ‫من أن مجد الدين شيخ‬
     ‫تجمعهما مع جنود من‬          ‫وداس عليهما مجد الدين‬          ‫تقي ودميان «نسي الذهاب‬
   ‫مستعمرات أخرى ُجلبوا‬       ‫بقدمه اليمنى ثم قفز وأمسك‬           ‫إلى الكنيسة»‪ ،‬إلا أنهما لا‬
‫للقتال بالتجنيد الإجباري في‬                                   ‫يسهبان في هذه التفاصيل أو‬
  ‫الحرب»‪ .‬في الحرب التالية‬                                    ‫يصدران أحكا ًما على بعضهما‬
   ‫تصبح العلاقة أي ًضا قوة‬
                                                                             ‫البعض‪ .‬ومع‬
                                                                              ‫ذلك‪ ،‬يشعر‬
                                                                              ‫الآخرون في‬
                                                                                ‫مجتمعهم‬
                                                                                ‫بالفضول‬
                                                                              ‫حول كيفية‬
                                                                               ‫وجود مثل‬
                                                                              ‫هذه الرابطة‬
                                                                              ‫بين رجلين‬

                                                                           ‫مختلفين تما ًما‬
                                                                            ‫في معتقداتهما‬

                                                                                  ‫الدينية‪.‬‬
                                                                          ‫كانت أم حميدو‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169