Page 166 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 166

‫العـدد ‪37‬‬                             ‫‪164‬‬

                               ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬                      ‫على الخرق الشخصي‪ ،‬حيث‬
                                                                ‫تصبح الذات قوة معاكسة‬
 ‫(ص‪ )312‬هذا المشهد‪ ،‬رغم‬             ‫الواضح أن هذا الوضع‬           ‫لنظام بيئي أو مجتمعي‪..‬‬
‫أنه آخر لقاء بين العاشقين‪،‬‬     ‫يمكن أن يتصاعد إلى عائلتين‬
                                                              ‫تختار كاميليا نظا ًما رهبانيًّا‪،‬‬
    ‫فإنه الأكثر حميمية على‬        ‫متنازعتين مثل مجد الدين‬       ‫بينما يختار رشدي الشعر‬
                  ‫الإطلاق‪.‬‬      ‫الذي عاشه في قريته‪ .‬ومجد‬        ‫كمهنة‪ .‬يبدو أن اختيار كل‬
                                                                ‫منهما ليس عم ًل من أعمال‬
   ‫يناقش الخواجة ديمتري‪،‬‬              ‫الدين من رجال الحي‬         ‫نفي الذات‪ ،‬ولكنه بد ًل من‬
   ‫والد كاميلا‪ ،‬ومجد الدين‬     ‫الموثوقين والمتدينين المدعوين‬       ‫ذلك يكشف عن العلاقة‬
‫مأزق الشباب‪ ،‬وفي هذا مهد‬
   ‫عبد المجيد المسرح لنقاش‬          ‫للتدخل والنصح في هذا‬      ‫المتبادلة بين الخاص والعام»‪.‬‬
 ‫حساس حول الزيجات بين‬             ‫الموقف‪« .‬ما جعل ديمتري‬       ‫سيكون من المناسب وصف‬
    ‫الأديان وكذلك استحالة‬          ‫كاميلا تفعله هو بالضبط‬
                                  ‫ما اقترحه مجد الدين على‬             ‫نتيجة مسألة كاميلا‬
      ‫وعدم رغبة الناس من‬                                          ‫ورشدي بأنها مأساوية‬
   ‫هذا النوع من المجتمع في‬           ‫رشدي‪ ،‬بأن يبتعدا عن‬
 ‫التحول من دين لآخر‪« :‬هل‬           ‫بعضهما البعض‪ ،‬لبعض‬               ‫من حيث أنهما افترقا‪،‬‬
  ‫توافق على زواج ابنتك من‬       ‫الوقت‪ .‬لذلك هي الآن تبتعد‪،‬‬        ‫ليس باختيارهما‪ ،‬بل من‬
  ‫مسيحي؟ فاجأ مجد الدين‬             ‫أو أُجبرت على الابتعاد‪.‬‬        ‫خلال النظام المجتمعي‪.‬‬
‫السؤال‪ ،‬ففكر لبعض الوقت‬        ‫الشيء الرئيسي الآن هو عدم‬
‫ثم أجاب‪ :‬إذا اعتنق الإسلام‪،‬‬     ‫لقائهما‪ ،‬حتى يلتئم الجرح»‪.‬‬          ‫إنه لأمر مأساوي منذ‬
‫فلن أعترض‪ .‬وإذا تحول هذا‬        ‫(ص‪ )223‬بعد عدة فصول‪،‬‬              ‫البداية أن يعلما أنه يجب‬
   ‫الشاب إلى المسيحية‪ ،‬فلن‬         ‫نجد كاميلا تعمل كراهبة‬        ‫عليهما الحفاظ على سرية‬
  ‫يكون لد ّي ولا أي شخص‬         ‫في دير في صعيد مصر‪ .‬هل‬           ‫علاقتهما‪ ،‬وأن مستقبلهما‬
 ‫آخر اعتراض‪ .‬هل يستطيع‬             ‫الحياة الجديدة للعبودية‬    ‫غير مؤكد إن لم يكن محكوم‬
 ‫التحول؟ س ُيقتل يا خواجة‪.‬‬        ‫لدى كاميلا هي عقاب على‬        ‫عليه بالفشل تما ًما‪ ،‬وهناك‬
   ‫في ديننا‪ ،‬يعتبر ذلك ر ّدة‪.‬‬    ‫الفعل «الآثم» الذي ارتكب؟‬         ‫تداعيات خطيرة على ما‬
 ‫إما أن يتحول إلى المسيحية‪،‬‬     ‫يحرص عبد المجيد على عدم‬        ‫يسعيان إليه‪ .‬يقول رشدي‪،‬‬
   ‫أو أننا جمي ًعا نتحول إلى‬   ‫«معاقبة» كاميلا لأنها نجحت‬        ‫«أعلم أنك مسيحيية‪ -‬أنت‬
                                  ‫في منصبها الجديد‪ .‬تعتبر‬        ‫ترتدين صليبًا‪ .‬أنا مسلم‪.‬‬
                                   ‫قديسة وقد شفت الناس‬            ‫كيف حدث هذا‪ ،‬وإلى أين‬
                                     ‫وباركت‪ -‬حتى حبيبها‬         ‫سقودنا؟ لا أدري»‪ ،‬في أي‬
                                                               ‫وقت يمكن لأي شخص من‬
                                      ‫رشدي‪« :‬كلاهما كان‬         ‫المجتمع اكتشاف هذا السر‬
                                     ‫في مكان ما بين الإلهي‬         ‫وإعلانه للناس‪ ،‬ومن ثم‬
                                                               ‫سيكون القدر في يد المهيمن‪.‬‬
                                       ‫والإنساني‪ :‬لقد كان‬        ‫في كثير من الحالات‪ ،‬يتم‬
                                       ‫شاع ًرا‪ .‬هي قديسة‪..‬‬     ‫تثبيط العلاقات الرومانسية‬
                                    ‫وضعت يدها على رأسه‬             ‫بين الأديان خاصة تلك‬
                                       ‫وتمتمت تعويذة‪ ،‬ثم‬       ‫التي تتضمن رج ًل مسيحيًّا‬
                                      ‫أمسكت بيده تساعده‬         ‫وامرأة مسلمة‪ .‬في حين أن‬
                                    ‫على القيام‪ ،‬ووقفت أمام‬     ‫العلاقة المعنية هي بين رجل‬
                                        ‫الجميع على رؤوس‬        ‫مسلم وامرأة مسيحية‪ ،‬فمن‬
                                       ‫أصابعها وقبلته على‬
                                      ‫جبهته وقالت‪ :‬حسن‪.‬‬
                                       ‫‪ -‬وداعا يا حبيبي»‪.‬‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171