Page 170 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 170

‫العـدد ‪37‬‬                              ‫‪168‬‬

                               ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬                          ‫الجديد من الكتاب تمثي ًل‬
                                                                ‫أكثر إنصا ًفا وتفاؤ ًل للهوية‬
   ‫‪ 1976‬إلى ‪ .1982‬كما كان‬         ‫إلى الهوية الدينية أو الدين‬
‫عض ًوا في هيئة النشر بالهيئة‬      ‫ككل على أنه رصيد وإرث‬             ‫الدينية أكثر من محفوظ‬
                               ‫قديم لدى المجتمع‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬      ‫وإدريس أم أنه لا يزال هناك‬
      ‫المصرية العامة للكتاب‬       ‫وكما توحي الأعمال‪ ،‬فإنه‬
    ‫(‪ )1990 -1985‬ومدي ًرا‬        ‫من الأفضل أن يكون هناك‬          ‫قدر معقول من نقد الدين؟‬
   ‫لقسم الثقافة الشعبية من‬        ‫توازن في كيفية التفكير في‬    ‫بمعنى ما‪ ،‬يجد هؤلاء الكتاب‬
   ‫عام ‪ 1990‬إلى عام ‪.1995‬‬      ‫الهوية الدينية والتعامل معها‪.‬‬    ‫صحة وأهمية في الكتابة عن‬
                               ‫يجب أن يقترن الدين بشعور‬
      ‫وكان على رأس تحرير‬           ‫من المسؤولية والاحترام‬          ‫الدين‪ ..‬تم تقديم كل هذا‬
 ‫سلسلة «كتابات جديدة» من‬          ‫والتعليم والعدالة من أجل‬     ‫بشكل جيد في رواية إبراهيم‬
‫عام ‪ 1995‬حتى عام ‪.2000‬‬
                                           ‫ازدهار المجتمع‪.‬‬       ‫عبد المجيد «لا أحد ينام في‬
    ‫كتب العديد من الروايات‬                                        ‫الإسكندرية» حيث يجتمع‬
      ‫والقصص‪ ،‬مما أكسبه‬              ‫حاشية‬                        ‫المسيحيون والمسلمون في‬
     ‫شهرة كواحد من أشهر‬                                        ‫أوقات الأزمات‪ .‬ما تم التفكير‬
                                         ‫ولد عبد المجيد في‬         ‫فيه من خلال قراءة هذه‬
  ‫الكتاب وأكثرهم احترا ًما في‬       ‫الإسكندرية عام ‪،1946‬‬        ‫الرواية على وجه الخصوص‬
   ‫مصر‪ .‬في عام ‪ ،1996‬نال‬                                        ‫هو أنه ربما لا تكون الهوية‬
   ‫جائزة نجيب محفوظ التي‬                 ‫وحصل على درجة‬
   ‫تمنحها الجامعة الأمريكية‬        ‫البكالوريوس في الفلسفة‬            ‫الدينية مشكلة حتى في‬
   ‫بالقاهرة عن روايته البلدة‬                                     ‫الأوقات المحفوفة بالمخاطر‪.‬‬
    ‫الآخرى‪ .‬حصل‪ ،‬في نفس‬                 ‫والآداب من جامعة‬
     ‫العام‪ ،‬على جائزة أفضل‬          ‫الإسكندرية عام ‪،1973‬‬           ‫ما هي القضية عندما يتم‬
    ‫رواية في معرض القاهرة‬          ‫وانتقل في نفس العام إلى‬      ‫التلاعب باستخدام الدين أو‬
                                    ‫القاهرة للعمل في وزارة‬     ‫الهوية الدينية من قبل الطبقة‬
‫الدولي للكتاب‪ ،‬عن روايته «لا‬      ‫الثقافة‪ ،‬وأقام في القاهرة‪.‬‬
   ‫أحد ينام في الإسكندرية»‪.‬‬          ‫منذ ذلك الحين‪ .‬خلال‬                          ‫الحاكمة‪.‬‬
       ‫في عام ‪ 2004‬حصل‬         ‫السبعينيات‪ ،‬كان مناض ًل في‬      ‫كانت الألقاب والأسماء أي ًضا‬
    ‫على جائزة الدولة للتفوق‬    ‫الحزب الشيوعي‪ ،‬المحظور في‬       ‫ذات أهمية كبيرة لأنها قدمت‬
     ‫الأدبي‪ ،‬وترجمت أعماله‬      ‫ذلك الوقت‪ ،‬وعلى الرغم من‬       ‫المزيد من الأدلة لفئتي ثنائية‬
    ‫إلى الإنجليزية والفرنسية‬      ‫سجنه‪ ،‬لم يضعف التزامه‬
        ‫والألمانية والإسبانية‬       ‫ونشاطه السياسي أب ًدا‪.‬‬        ‫القديس الخاطئ والرجال‬
                                ‫طوال مسيرته الأدبية‪ ،‬جمع‬             ‫المتدينين ذوي السلطة‪.‬‬
            ‫المصدر‪:‬‬             ‫ولا يزال يجمع بين وجهين‬
                                    ‫أساسيين للكتابة‪ :‬النقد‬      ‫بينما كانت هناك شخصيات‬
‫‪https://studylib.net/‬‬            ‫والإبداع‪ .‬بعد فترة وجيزة‬       ‫منبوذة مثل لولا في «لا ينام‬
‫‪doc/15606148/a-‬‬                    ‫من حصوله على شهادته‬
‫‪study-in-intertextual-‬‬           ‫في الفلسفة‪ُ ،‬نشرت روايته‬         ‫أحد في الإسكندرية»‪ ،‬كان‬
‫‪ity-and-religious-iden-‬‬             ‫الأولى وسرعان ما تولى‬        ‫نظرائهم يعتبرون أبطا ًل أو‬
‫‪tity-in‬‬                           ‫منصب مستشار الشؤون‬             ‫شخصيات تشبه القديسين‬
                                                                ‫مثل مجد الدين‪ .‬في حين أن‬
                                      ‫الثقافية لقسم الثقافة‬
                                    ‫الشعبية‪ ،‬حيث بقي من‬            ‫مجد الدين لم يكن شي ًخا‬
                                                               ‫رسميًّا‪ ،‬إلا أنه امتلك بالتأكيد‬
                                                               ‫صفات المرء من خلال حكمته‬

                                                                     ‫وتقواه العامة‪ ،‬وبالتالي‬
                                                                 ‫حصل على لقب الشيخ من‬
                                                                  ‫قبل مجتمعه‪ .‬يمكن النظر‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175