Page 172 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 172
العـدد 37 170
يناير ٢٠٢2 د.إبراهيم منصور
«كنت أندهش من القول مدخل مراجعة الذاكرة بين الضحك والبكاء..
بأن كتاب الستينيات بدأوا السرد والنوع الأدبي في «رسائل إلى لا أحد»
التجديد في القصة القصيرة ولد الكاتب إبراهيم عبد
بينما محفوظ سبقهم كثي ًرا
ج ًّدا»( ،)7فهو يدرك الفروق المجيد في ٢ديسمبر ،١٩٤٦
بين أنماط الكتابة في النوع فهو اليوم شيخ الكتاب
الواحد ،وحتى أنماط الكتابة
عند الكاتب الواحد ،إذا كان العرب ،كما أطلقت عليه في
مهمو ًما بالتجديد ،مثلما هي مقال سابق لي( ،)1فهو غزير
حال نجيب محفوظ .وقد
مارس إبراهيم عبد المجيد الإنتاج ،وهو أكثر كتاب
التجريب في هذا العمل الأدبي العربية حديثًا عن أدبه،
الجديد «رسائل إلى لا أحد». وعن علاقاته بالأدباء ،فقد
خصص كتابين اثنين من
وصف النص كتبه لهذا الغرض هما «ما
وراء الكتابة»( )2و»الأيام
في الفترة من ١٩سبتمبر الحلوة فقط»( .)3وقد عرف
حتى ٣١أكتوبر ٢٠٢١ النقاد أن علاقات أدبية،
نشرت جريدة «النهار وأخرى شخصية ،ربطت
بين نجيب محفوظ (ت
العربي»( )8اللبنانية ن ًّصا على )٢٠٠٦وإبراهيم عبد المجيد
سبع حلقات أسبوعية بعنوان الذي قال إنه مربوط بنجيب
محفوظ بحبل سري( ،)4وقد
«رسائل إلى لا أحد» .ومن نستنتج عام ًل جدي ًدا أصبح
البيّن أن الكاتب إبراهيم عبد يربط بين إبراهيم عبد المجيد
المجيد قد كتب النص كام ًل ونجيب محفوظ هو غزارة
وسلمه للجريدة ،وكان من الإنتاج الأدبي من ناحية،
المناسب لهم أن يقسموه إلى وكثرة التجريب في سنوات
سبع حلقات ،لا يفصل بين متأخرة من عمره الأدبي،
الحلقة والتي تليها إلا الرقم فقد كان نجيب محفوظ دائم
١و ٢و ٣إلخ ،ولم يكن تدخل البحث عن أنماط سردية،
الجريدة (الناشر) مقتص ًرا ولم يتوقف عن محاولاته
على تقسيم النص ،بل تدخل التجريبية حتى آخر يوم
من إبداعه في «أحلام فترة
المحرر لكي يغير في النص النقاهة» ومن قبلها «أصداء
كما اعتاد الناشرون العرب السيرة الذاتية»( )5ثم ربط
عبد المجيد نفسه بنجيب
مع المقالات التي يكتبها محفوظ أيضا بقوله «لأني
المصريون ،فهم على مستوى مثل نجيب محفوظ لن أكتب
مذكراتي التي تسللت إلى
الكلمة يبدلون حرف الغين
بحرف الجيم ،وفي مواضع رواياتي»(.)6
أخرى يبدلون حرف الكاف يقول إبراهيم عبد المجيد
بحرف الجيم ،فتصبح كلمة