Page 175 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 175

‫‪173‬‬            ‫الملف الثقـافي‬

‫محمد حافظ رجب‬  ‫عصمت داوستاشي‬    ‫عبد المنعم رمضان‬                ‫البريطانية التي عاشت بين‬
                                                                 ‫(‪ )١٨٦٩ -١٨٢١‬ذكرياتها‬
‫انتهى الضحك على مسلكه في‬            ‫«حكايات كثيرة ضاحكة‬           ‫في تلك الخطابات‪ ،‬وماتت‬
‫الفصل بضرب الراوي ضر ًبا‬        ‫أخشى أن أتوغل فيها فتكون‬        ‫و ُدفن ْت في مصر‪ ،‬لكن بقي‬

   ‫شدي ًدا حين أغضب المعلم‪.‬‬      ‫إعادة لما ظهر في رواياتي»‪،‬‬        ‫مما كتبت سجل لأمجاد‬
  ‫فإذا سرد الكاتب ذكرياته‪،‬‬            ‫فهذا مظهر من مظاهر‬        ‫التقاليد المصرية والسماحة‬
   ‫ولم يكن فيها ما يضحك‪،‬‬                                        ‫المصرية‪ ،‬والثقافة المصرية‪،‬‬
‫وقد تغيرت الحال في الموضع‬          ‫التكرار عند الكاتب‪ ،‬حيث‬    ‫التي هي الجانب الإيجابي من‬
   ‫الذي يمر به‪ ،‬نراه يخاطب‬         ‫سبق له ذكر تلك المواقف‬     ‫كوزموبوليتانية الإسكندرية‪.‬‬
                                ‫وربطها بالروايات أي ًضا‪ .‬إن‬
     ‫نفسه «قلت فلأضحك»‪.‬‬          ‫تذكر الضحك القديم يسعد‬        ‫البحث عن الضحك‬
    ‫ومن البين أن الكاتب قد‬       ‫الكاتب‪ ،‬وهو يريد استدعاء‬
      ‫تربى على الضحك منذ‬                                      ‫وردت مفردة الضحك‪ ،‬بصيغ‬
    ‫طفولته الباكرة‪ ،‬وأن أمه‬          ‫المواقف المضحكة حتى‬       ‫متعددة في نص «رسائل إلى‬
‫كانت مصد ًرا للإضحاك‪ ،‬فقد‬           ‫يضحك الآن ليتغلب على‬          ‫لا أحد» خم ًسا وعشرين‬
 ‫روى عن أمه حكايات كثيرة‬                                       ‫مرة‪ ،‬في الرسائل من ‪،٦ -١‬‬
 ‫كانت فيها داع ًما له ومراقبًا‬                       ‫الألم‪.‬‬    ‫أما الرسالة السابعة فلم يرد‬
   ‫ومسؤو ًل عن خطواته في‬             ‫حينما يلتقي الكاتب في‬              ‫ذكر الضحك فيها‪.‬‬
     ‫المدرسة الابتدائية‪ ،‬لكن‬        ‫سنه العالية بزميل قديم‬         ‫يقول الكاتب في الرسالة‬
    ‫حكاية ذات مغزى رواها‬        ‫يضحك‪ ،‬فكأن الزمن الماضي‬         ‫الأولى «سأحاول الانتصار‬
     ‫الكاتب في الفصل الأول‬         ‫المستعاد‪ ،‬هو زمن الفرح‪،‬‬       ‫على الألم وأتذكر أي ًضا ما‬
    ‫من كتابه «أنا والسينما»‬      ‫كما في الرسالة الثانية حيث‬     ‫يضحكني»‪ ،‬وهذا ما صنعه‬
‫توضح أن الأم كانت ضاحكة‬         ‫قابل ناظر مدرسته القديمة‪،‬‬           ‫فيما روى من حكايات‬
    ‫ومضحكة لمن حولها(‪.)17‬‬       ‫وكما تذكر اسم زميل قديم‪،‬‬       ‫الطفولة‪ ،‬والصبا‪ ،‬والشباب‪،‬‬
                                   ‫أو معلم اللغة الإنجليزية‪،‬‬       ‫وأول تلك الحكايات عن‬
                                  ‫أو معلم اللغة العربية الذي‬       ‫شاطئ بيانكي‪ ،‬والنساء‬
                                                                     ‫اللائي كن يخلين بين‬
                                                                 ‫صدورهن ورمل الشاطئ‪،‬‬
                                                                       ‫فكان هو وزملاء له‬
                                                               ‫يضحكهم حرص النساء على‬
                                                                  ‫التعرض للشمس وتغيير‬
                                                                ‫لون البشرة حر ًصا شدي ًدا‪.‬‬
                                                              ‫ثم يشير إلى أن الضحك كان‬
                                                                ‫سمة لجلساته مع أصدقائه‬
                                                                  ‫القدامى «كان الضحك لا‬
                                                                  ‫ينتهي بيننا»‪ ،‬وأصدقاؤه‬
                                                               ‫هؤلاء كانوا ضاحكين ولهم‬
                                                                  ‫حكايات يعيدون سردها‬
                                                               ‫فيتجدد الضحك‪ ،‬وهو يقول‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180