Page 180 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 180

‫العـدد ‪37‬‬              ‫‪178‬‬

                                             ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬        ‫في نهاية الرسالة الخامسة‬
                                                             ‫ليحكي عن وفاة هذا الصديق‬
‫خالد فهمي‬                       ‫د‪.‬سحر حمودة‬
                                                                    ‫نفسه‪ ،‬متأس ًفا لتعذر‬
  ‫يمكن أن يوقف هدم المباني‬        ‫رجب» قائ ًل عن أسلوبه في‬    ‫مشاركته في جنازته بسبب‬
  ‫التراثية‪ ،‬أو تغيير التصميم‬    ‫كتابة القصة «هو أصل عظيم‬
 ‫المعماري الموروث في مدينته‬                                     ‫المرض‪ ،‬ثم يشرك القارئ‬
                                   ‫في التجديد الأدبي»‪ .‬ولقد‬   ‫معه في آلامه بقوله «حدثت‬
    ‫الأثيرة الإسكندرية‪ .‬ولم‬       ‫ذكر الكاتب في داخل النص‬    ‫ابنته مريم ودموعي تسبقني‬
  ‫يكن التجريب الذي مارسه‬
                                   ‫تسمية الرسائل‪ ،‬وسماها‬                     ‫في الكلام»‪.‬‬
    ‫في سرده لهذه المدونة إلا‬        ‫رحلة أي ًضا‪ ،‬حين قال في‬
 ‫استمرا ًرا لما فعل في رواياته‬   ‫الرسالة الخامسة «أعود إلى‬         ‫الخاتمة‬
  ‫«في كل أسبوع يوم جمعة»‬          ‫الرحلة‪ ،‬فلا معنى للدموع‪،‬‬
  ‫و»برج العذراء»‪ ،‬وأخي ًرا في‬      ‫والفجر يوشك على الأذان‬      ‫تمثل المدونة السردية التي‬
                                   ‫وأنا أكتب هذه الرسائل»‪.‬‬    ‫نشرها الروائي إبراهيم عبد‬
   ‫كتابه «الأيام الحلوة فقط»‬      ‫وفي نهاية الرسالة السابعة‬
    ‫الذي بناه على نمط البناء‬                                     ‫المجيد في جريدة «النهار‬
‫الموسيقي‪ ،‬أو البناء المسرحي‪،‬‬          ‫يقول «ولتكن هذه هي‬     ‫العربي» بعنوان «رسائل إلى‬
 ‫فهناك خاتمة لكل فصل من‬                   ‫الرسالة الأخيرة»‪.‬‬
 ‫فصول الكتاب متكررة يذكر‬                                        ‫لا أحد» نو ًعا أدبيًّا خلي ًطا‬
 ‫فيها الكاتب قطعة موسيقية‬           ‫الرسائل هنا هي رسائل‬       ‫بين أدب الرحلات‪ ،‬وسرد‬
‫عربية‪ ،‬أو عالمية يستمع إليها‪،‬‬          ‫لغوية ‪ Messages‬لا‬      ‫الذكريات‪ ،‬والسيرة الذاتية‪،‬‬
  ‫ويعلق عليها لينهي بتعليقه‬                                  ‫في جانب منها يخص المرض‬
  ‫كل فصل من فصول كتابه‬            ‫تنتمي لفن الرسائل‪Letter‬‬      ‫والحنين للماضي والخوف‬
                                ‫‪ ، Writing‬وقد أرسل الكاتب‬    ‫من الموت‪ ،‬لكن النص به ثراء‬
                   ‫السردي‬        ‫برسائله إلى قرائه ومتابعيه‬     ‫سردي باذخ‪ ،‬وهو ع ِص ٌّي‬
                                                               ‫على التصنيف‪ ،‬مما يجعلنا‬
                                      ‫ومحبيه مباشرة‪ ،‬لكنه‬     ‫نقول إن إبراهيم عبد المجيد‬
                                  ‫أي ًضا أرسلها لكل مسؤول‬        ‫قد أبدع في سائر الأنواع‬

                                                                 ‫الأدبية حتى صار قاد ًرا‬
                                                                  ‫‪-‬وهو في سن الخامسة‬
                                                              ‫والسبعين‪ -‬على التجديد في‬
                                                             ‫نصوصه‪ ،‬انطلا ًقا من إدراكه‬
                                                                ‫وتقديره لخصائص النوع‬
                                                               ‫الأدبي‪ ،‬فالجنس الأدبي إن‬
                                                             ‫هو إلا «مجموعة من الأفانين‬
                                                             ‫الجمالية‪ ،... ،‬والكاتب المجيد‬
                                                               ‫يتمشى مع الجنس الأدبي‬
                                                                   ‫كما هو قائم من جهة‪،‬‬
                                                              ‫ومن جهة أخرى يوسع من‬

                                                                             ‫دائرته»(‪.)26‬‬
                                                             ‫في الرسالة الثانية من النص‪،‬‬
                                                              ‫يمتدح الكاتب «محمد حافظ‬
   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185