Page 265 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 265
263 ثقافات وفنون
كتب
جوفاني باتيستا بلزوني توماس كارليل إيميليا إدواردز وبعض كتب التاريخ القديم التي
كتبها هيرودوت ،كما قرأت بعض
ج ًّدا ،وجدرانه سميكة -طبيعة كما يطل المنزل على نهر النيل
المعمار المصري الذي لا يستند إلى من الناحية الأخرى .وبعد أن ما كتبه المستشرقون عن الدين
دعامات إسمنتية -وأنها تعتصم استقرت في المنزل .بدأت لوسي الإسلامي ،وقرأت ما كتبه توماس
في بيتها من الرياح العاتية ،وأنها في الاختلاط بأهالي الأقصر.
في ذلك الوقت لم تكن الأقصر قد كارليل عن النبي محمد (صلى
تجد الدفء في داخله ،وبه نوافذ تحولت إلى مدينة مزدحمة كما الله عليه وسلم) .وترجمت عدة
يغطيها الزجاج ،وتقول إنه مسكن هي عليه الآن فقد كانت عبارة عن مؤلفات من اللغة الألمانية .وكانت
قرية تعدادها لا يتعدى الألفين. متسامحة في النواحي الدينية،
جميل تهفو إليه النفس ،وفيه كان منزل لوسي ملتقى لكثير من وخلال عملها في الترجمة أصيبت
بومتان كل واحدة في حجم قبضة العلماء الأجانب الذين يزورون
اليد تعيشان تحت النافذة .وعندما الأقصر ،ومنهم شامبليون الذي بداء السل وكانت في الواحدة
ساءت حالة البيت في أواخر أيامها فك طلاسم اللغة الهيروغليفية. والثلاثين من عمرها .لم يكن في
ومارييت عالم الآثار الذي أسس ذلك الوقت قد اكتشف علاج لهذا
كتبت لوسي إلى ابنتها أن البيت متحف الآثار .كما كان يزورها المرض الخطير .ونصحها الأطباء
بلا أبواب وبلا أثاث ،وقد بدأت مهربو الأثار ،ومبشرون لتحويل بأن تذهب إلى إحدى البلاد التي
العصافير تبني فيه أعشاشها، المسلمين عن ديانتهم الإسلامية،
تتمتع بجو معتدل وجاف مثل
وفي بعض الأحيان تطير فيه وأيضا تحويل الأقباط عن جنوب أفريقيا .ولكنها لم تجد
الخفافيش. عقيدتهم الأرثوذكسية. بغيتها هناك وعادت مرة أخرى
إلى إنجلترا ونصحها الأطباء بأن
وقد كتبت الرحالة الإنجليزية عندما استقرت لوسي في بيت
إيميليا إدواردز عن هذا البيت فرنسا في الأقصر أحبت الأهالي تأتي إلى مصر.
عندما زارت مصر عام 1872بعد وكتابها رسائل من مصر،
رحيل لوسي دوف جوردون منه وتعاطفت معهم .وكتبت إلى نشره في عام 1962حفيدها
بثلاث سنوات .وقالت إنه بناء زوجها تصف البيت بأنه متس ٌع جوردون ووتر فيلد والذي كان
بدائي من سعف النخيل والطوب يعمل صحفيًّا في القاهرة ،يعمل
المجفف في الشمس ،وقد أقيم رئيسا لتحرير جريدة الإجبشيان
جازيت .الكتاب عبارة عن عدة
رسائل بعثت بها السيدة لوسي
لزوجها أثناء إقامتها في مصر في
الفترة ما بين 1862إلى .1869
وصلت لوسي دوف جوردون
إلى الإسكندرية في أكتوبر
،1862في أواخر عهد الخديوي
سعيد باشا حاكم مصر وقتها،
ووصلت إلى الأقصر شتاء نفس
العام ,واستقرت في بيت اسمه
بيت فرنسا بناه هنري سولت()1
القنصل الإنجليزي وأحد مهربي
الآثار فوق كومة من الأتربة
تغطي معبد الكرنك ويطل على
مسجد سيدي أبي الحجاج(.)2