Page 268 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 268

‫العـدد ‪37‬‬                       ‫‪266‬‬

                                  ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

 ‫أسيوط وتوجهت الحملة إلى قاو‬      ‫بين عتقها أو بيعها‪ ،‬ولكن الرجل‬     ‫كان أحمد الطيب يزعم أنه من‬
    ‫وريانة وبيدة في عدة بواخر‪.‬‬    ‫رفض‪ ،‬أعطى الشيخ أحمد الطيب‬         ‫أشراف الجعافرة‪ ،‬يدعي العلم‬
     ‫وقامت القوات بحرق القرى‬                                         ‫والولاية والمكاشفات‪ .‬أحاط به‬
     ‫الثلاث وإزالتها من الوجود‪.‬‬     ‫للجارية ما ًل تشتري به نفسها‬    ‫أهالي قاو وصدقوه حتى عندما‬
                                    ‫من مالكها‪ .‬ولكن التاجر رفض‬    ‫أخبرهم أنه يحج لبيت الله الحرام‬
‫وطاردت أهلها وقتلت منهم الكثير‬    ‫وتمسك بحقوقه على جاريته التي‬    ‫دون أن يغادر مكانه‪ ،‬وأن بإمكانه‬
  ‫واستولت على الغلال والمواشي‬                                         ‫أن يظهر في مكانين متباعدين‬
                      ‫والأغنام‪.‬‬       ‫استولى عليها الشيخ ورفض‬
    ‫فر الشيخ أحمد الطيب وترك‬          ‫عودتها إلى سيدها‪ ،‬لم يكتف‬         ‫في نفس الوقت‪ ،‬وأن جسده‬
       ‫النساء والأطفال والعجزة‬    ‫الشيخ باحتجاز الجارية‪ ،‬بل قام‬       ‫لا يخترقه الرصاص‪ ،‬وأن له‬
        ‫يواجهون القتل والضرب‬      ‫بضرب التاجر وسلط عليه أتباعه‬      ‫صداقات من عالم الجن‪ .‬وادعى‬
    ‫والحرق‪ .‬وقبضت القوات على‬
                                           ‫فنهبوا منزلة وتجارته‪.‬‬                ‫أنه المهدي المنتظر‪.‬‬
‫شقيق الشيخ ووالد زوجته الحاج‬         ‫ذهب التاجر إلى مأمور المركز‬      ‫واستطاع الشيخ أحمد الطيب‬
   ‫سلطان وعدد كبير من أتباعه‪،‬‬      ‫الذي حاول أن يجبر الشيخ على‬       ‫أن يقنع أهالي عدة قرى بجوار‬
                                  ‫ترك الجارية‪ ،‬ولكن الشيخ رفض‬      ‫قرية قاو وهي السلمية والريانة‬
  ‫وبدأت في إعدامهم على الخازوق‬     ‫وتمادى في التنكيل بالأقباط من‬
       ‫في أرض المعركة‪ ،‬كما فعل‬     ‫أقارب التاجر ورفض الخضوع‬             ‫والشيخ جابر أو النطرة أن‬
                                     ‫لسلطة الحكومة‪ ،‬وكان أتباعه‬                      ‫ينضموا إليه‪.‬‬
   ‫الفرنسيون في سليمان الحلبي‬      ‫يؤيدونه ويشجعونه على التمرد‬
   ‫قاتل كليبر‪ ،‬غير أن الفرنسيين‬                                     ‫كانت لوسي أو جوردون وقتها‬
                                                ‫على سلطة الدولة‪.‬‬     ‫في الأقصر‪ ،‬عندما علمت بأنباء‬
      ‫حاكموا الحلبي قبل إعدامه‪.‬‬        ‫مواله وسلط عليه اعوان 		‬
 ‫كما قامت الحكومة باعتقال مائة‬     ‫لم ينتظر أفندينا إسماعيل باشا‬      ‫انتقام إسماعيل باشا ورجال‬
   ‫شخص ممن تعاطفوا مع أهالي‬             ‫وصول قواته من القاهرة‪،‬‬       ‫إدارته من القرى الثلاث‪ .‬وقيل‬
 ‫قاو ووضعتهم في سفينة نقلتهم‬      ‫وأصدر أوامره إلى حاكم أسيوط‬      ‫لها إن أهالي القرى بقيادة الشيخ‬
 ‫إلى فازوغلي بالسودان لنفيهم إلى‬   ‫وحاكم جرجا‪ ،‬فجمعوا العساكر‬        ‫أحمد الطيب اعتدوا على باخرة‬
                                     ‫تحت قيادة فاضل باشا حاكم‬
                         ‫هناك‪.‬‬                                          ‫بروسية كانت تمر في النيل‬
      ‫علمت لوسي بأنباء الانتقام‬                                          ‫وأحرقوها وقتلوا ركابها‪.‬‬

                                                                     ‫وهناك رواية أخرى عن جارية‬
                                                                       ‫مسلمة تحفظ القرآن الكريم‬
                                                                                    ‫مملوكة لتاجر‬
                                                                                 ‫قبطي وتقوم على‬
                                                                                    ‫خدمته‪ ،‬ولكن‬
                                                                                    ‫التاجر أراد أن‬
                                                                                 ‫يتخذها رفيقة له‬
                                                                                   ‫في الفراش على‬
                                                                                  ‫ما يقتضيه نظام‬
                                                                                    ‫الرق‪ .‬رفضت‬
                                                                                 ‫الجارية وتوجهت‬
                                                                                  ‫إلى الشيخ أحمد‬
                                                                                      ‫الطيب الذي‬
                                                                                    ‫استدعى مالك‬
                                                                                   ‫الجارية وخيره‬
   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273