Page 271 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 271

‫‪269‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫بتجربة أدوارهم‪ ،‬فغابت عن‬      ‫وعقد كل الدراويش حلقتين للذكر‬                ‫بينهم بالراحة‪ .‬وتخبره أن‬
    ‫الوعي ليلة كاملة‪ ،‬وأفاقت في‬      ‫في خيمة وراء سفينتها‪ ،‬وطبلوا‬          ‫الناس يعطفون عليها‪ ،‬فقد حفر‬
                                         ‫بالطبول وأنشدوا الأناشيد‬
                       ‫الصباح‪.‬‬         ‫ليلتين متعاقبتين داعين المولى‬          ‫لها القاضي قب ًرا ليدفنها فيه‬
      ‫كما كتبت نعيها بنفسها إلى‬      ‫أن يشفيني‪ ،‬وصام كل من على‬             ‫بين أهله‪ ،‬وتقول‪ :‬إذا لم يقدر لي‬
‫زوجها وتركت فرا ًغا بين الأسطر‬         ‫المركب شهر رمضان صيا ًما‬             ‫البقاء فأرجوك ألا تنسي عمر‪،‬‬
   ‫ليكتب فيها تاريخ الوفاة‪ .‬وفي‬      ‫نقيًّا خال ًصا‪ .‬أما الناس في إسنا‬
    ‫منتصف الليل طلبت بطانيات‬        ‫فقد استأذنوا أن يلمسوني حتى‬              ‫فقد أبدى نحوي عناية وعط ًفا‬
   ‫تتدثر بها‪ ،‬وفي الثانية صبا ًحا‬     ‫تحصل لهم البركة‪ ،‬وكل واحد‬              ‫لا يبديهما إلا الأبناء للأمهات‪.‬‬
      ‫طلبت القهوة باللبن‪ ،‬ودخل‬        ‫من هؤلاء كان يرسل إل َّي خب ًزا‬      ‫وهو يقدم لك شكره من صميم‬
   ‫عمر والبحارة إلى مقصورتها‪،‬‬        ‫لطي ًفا وخير ما عندهم من الزبد‬       ‫الفؤاد ويرجوك أن تظل السفينة‬
 ‫وقبلتهم واحتضنتهم‪ ،‬وماتت في‬                                             ‫مسجلة في القنصلية باسمك‪ ،‬لكي‬
‫مقصورتها في سفينتها في الفجر‪.‬‬      ‫والخضر ولحم الضأن‪ ،‬وهم الآن‬               ‫يستعملها ويستفيد منها‪ ،‬وقد‬
  ‫وكانت سفينتها راسية في مياه‬      ‫أكثر ما يكونون عط ًفا عليَّ‪ ،‬وأنا لا‬     ‫عينه الأمير ترجما ًنا خا ًّصا له‪،‬‬

                     ‫نيل حلوان‬           ‫أستطيع أن أنفعهم بشيء‪.‬‬                          ‫ولكنه مسكين»‪.‬‬
                                      ‫الغريب أن لوسي مثلت بروفة‬          ‫وتخبره بأن عمر نحر شاه نذرها‪،‬‬

                                         ‫للموت‪ ،‬وكما يقوم الممثلون‬           ‫أما مصطفي ومحمد فقد ذبح‬
                                                                            ‫كل منهما شاتين فدية لحياتها‪،‬‬

                                                                        ‫الهوامش‪:‬‬

   ‫‪ -‬زار هنري سولت مصر عام ‪ 1806‬ورسم تخطيطات مبدئية لمدينة القاهرة‪ ،‬وبذل جهو ًدا كبيرة ليكون‬
  ‫قنص ًل بمصر كي يتمكن من جمع أكبر كمية من الآثار لحساب أحد الأغنياء الإنجليز‪ ،‬ليحقق ثروة كبيرة‪،‬‬

    ‫واستخدم في حيله تلك المغامر الإيطالي جيوفاني بلزوني الذي وصل إلى مصر عام ‪ ،1815‬بهدف بيع آلة‬
‫رافعة لنقل المياه‪ ،‬لكن مشروعه أخفق فأنقذه الرحالة السويسري لويس بوركهارت وأوصى به سولت‪ ،‬وفي‬
‫غضون ثلاث سنوات فتح منف ًذا إلى أبي سمبل الذي اكتشف بوركهارت وجوده قبل ذلك بعدة سنين‪ ،‬وأزاح‬
‫الرمال عند مدخل الهرم الأوسط وكشف مقبرة سيتي الأول في وادي الملوك بطيبة‪ ،‬وكانت أساليبه في الحفر‬

    ‫متهورة‪ ،‬وفي مرات عديدة حين احتاج النار للتدفئة أو طهي الطعام كان يشعل النار في المومياوات‪( ..‬من‬
                               ‫ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‪ .‬موقع على شبكة المعلومات الدولية‪ .‬الانترنت)‪.‬‬

   ‫‪ -2‬أبو الحجاج الأقصري‪ :‬هو عالم صوفي بغدادي المولد كان حيا ًكا أي خيا ًطا ترك مهنته واشتغل بعلوم‬
‫الدين وقام بعقد مجالس العلم في بغداد ثم انتقل إلى الحجاز ليباشر نشاطه في نشر الدين ثم انتقل إلى مصر‬

    ‫واستقر به المقام في الأقصر وقام بنشر الدعوة فيها إلى أن توفي فيها في عام ‪ 640‬هجرية ودفن في هذا‬
                                                                                             ‫المكان‪.‬‬

     ‫‪ -3‬لوسي دوف جوردون‪ .‬رسائل من مصر‪ .‬ترجمة إبراهيم عبد المجيد‪ .‬دار الياسمين القاهرة ‪.2019‬‬
                                                                         ‫‪ -4‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
                                                                        ‫‪ -5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.174‬‬

                                   ‫‪ -6‬د‪.‬عصمت سيف الدولة‪ .‬مذكرات قرية‪ ،‬كتاب الهلال‪ ،‬الجزء الأول‪.‬‬
                                                                                 ‫‪ -7‬المصدر السابق‪.‬‬
                                                                                 ‫‪ -8‬المصدر السابق‪.‬‬

                                                                         ‫‪ -9‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276