Page 267 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 267
لم ينتظر أفندينا إسماعيل باشا ما حركت ،وقام عمر وملاحو
وصول قواته من القاهرة ،وأصدر المركب وهم مسلمون بحمل الفقيد
أوامره إلى حاكم أسيوط وحاكم ودفنه في مقبرته ،وسألتني امرأة
جرجا ،فجمعوا العساكر تحت قيادة من العبابده :أما زالت أمه على قيد
فاضل باشا حاكم أسيوط وتوجهت
الحملة إلى قاو وريانة وبيدة في عدة الحياة؟ فهو صغير .قالت ذلك
بواخر .وقامت القوات بحرق القرى والدموع تنهمر من عينيها ،وقد
الثلاث وإزالتها من الوجود .وطاردت أخذت بيدي وضمتها إلى صدرها،
أهلها وقتلت منهم الكثير واستولت فيا لها من أم تعطف على أم أخرى
على الغلال والمواشي والأغنام تعيش بعي ًدا عنها ويختلف جنس
السيدة هذه عن جنس تلك كل
بين مطا وطما ،وهم ينتمون مذهبه ،وأن المبشرين الأمريكيين
إلى جد واحد وينطقون الشين أحدثوا شغبًا في أسيوط ،وأنه لا الاختلاف»(.)4
سينًا والجيم دا ًل ،فينطقون كلمة أحد في أوروبا يدرك أن للأقباط وتحكي لوسي عن المبشرين
«الجمل :الدمل» وكلمة «الشعير: والبعثات التبشيرية التي تحول
السعير» و»الحاج جاد :الحاد اليد الطولى في القرى ،وأن المسلمين والأقباط عن عقيدتهم،
الحكومة تعاونهم ،وهم يعلمون فهم يدعون المسلمين لاعتناق
داد» .واشتهرت تلك القرى حق العلم أن الأوروبيين سوف المسيحية ،وفي نفس الوقت
بالسلب والنهب سواء على البواخر يدعون الأقباط إلى التحول من
ينحازون إلى جانبهم. مذهبهم الأرثوذكسي إلى المذهب
والذهبيات التي تعبر النهر أو تحكي لوسي عن قرية من البروتستانتي ،وقد عارض
القرى التي حولها(.)6 قرى الصعيد عاقبها إسماعيل البطريرك القبطي هؤلاء المبشرين،
باشا ،هي قرية قاو .وهي قرية واستعان بالحكومة المصرية لمنع
وقد أغاروا على قرية غربي النيل قديمة ذكرها المقريزي بأنها هذا التحول ،وترى لوسي في
ونهبوها وملأ أحدهم غرارة من «قاو الخراب» .وقد تفرعت تلك موقف البطريرك ما لا يعجبها
الدجاج والكتاكيت ونزل بها إلى القرية إلى ثلاث قرى ،قاو الكبيرة وتكتب إلى زوجها« :لقد جاء
أو قاو الشرق ،وهي في شرق البطريرك في موكب من الأبهة كما
النيل ليعبره وهو لا يدري أن النيل في جنوب ريانة أبي أحمد لو كان ربيب الباشا ،وكان على
الماء سيغرق الدجاج والكتاكيت. في الجنوب الشرقي لمدينة طما أقباط الأقصر أن يدفعوا خمسين
وحمل أحدهم أي ًضا زكيبة مملوءة الواقعة غرب النيل .والثانية هي جني ًها جزاء تشريفه لهم ،هذا إلى
بالسكر وجرها في ماء النيل ليعبر قاو النواورة شرق النيل أي ًضا جانب ما قدموه من دجاج وزبد
بها .وبعد أن عبر بها لم يجد فيها جنوب قاو الكبيرة شمال ريانة وغير ذلك من الأطعمة ،ولو أن
الهريدي .والثالثة هي قاو الغرب لي نزعة إلى التبشير لاستطعت
شيئًا(.)7 وتقع غرب النيل تجاه قاو الكبيرة أن أحول الكثيرين ممن سلبت
كان هذا في عام 1864عندما جيوبهم وسلخت ظهورهم ،ولكن
استقر الشيخ أحمد الطيب قاد ًما المبشرين الأمريكيين سيفعلون
من جنوب الصعيد بقرية قاو،
ذلك»(.)5
كما تكتب لزوجها لتصحح
الفكرة التي راجت في أوروبا عن
اضطهاد المسيحيين ،وتخبره أن
البطريرك يضطهد المتحولين عن