Page 213 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 213
211 ثقافات وفنون
رأى
الذكاء الرقمي
د.ليلى أحمد حلمي
المرء من مواجهة التحديات التي الرقمية والديمقراطية الرقمية مع دخول البشرية إلى الألفية الثالثة،
يمثلها العالم الرقمي ،والتكيف مع والتواصل الرقمي والأمان الرقمي
متطلباته ،أي أنه القدرة على اكتساب وغيرها .ولعل أهم هذه المصطلحات شهد العالم تحولات هائلة ومتسارعة،
المعرفة والمهارات الجديدة التي جمي ًعا هو مصطلح «الذكاء الرقمي». وتزايد في الانغماس في بيئة تسيطر
تتولد مع التقدم الهائل والسريع
في التكنولوجيا الرقمية ،ومن ثم فكما يمثل «الذكاء الاصطناعي» عليها التكنولوجيا والمعلومات
تطبيقها بفعالية وكفاءة ،وقبل كل هذا قدرة الآلة على تطوير كينونتها والاتصالات والإعلام ،وأمسى
بإنسانية ،فالذكاء الرقمي يفترض وأنسنتها ،فإن «الذكاء الرقمي» يعد التحول إلى الواقع الافتراضي والحياة
تجذر المرء في قيم إنسانية وأخلاقية الحلقة المفقودة التي ينبغي اكتسابها الرقمية أم ًرا قائ ًما لا محالة ،فالتوجه
عالمية تنظم كافة أوجه الحياة في لنتمكن من معايشة هذا العالم الجديد الإلكتروني والرقمنة وما يصاحبه
العالم الرقمي ،تعتمد في أساسها على والحياة فيه .فتعريف الذكاء الرقمي من تطورات في الذكاء الاصطناعي
الاحترام المتبادل بشكل خاص .ولا أنه مجموع القدرات الاجتماعية قد سادت بالفعل في أغلب مجالات
شك أن هذا العالم الرقمي في حالة والانفعالية والإدراكية التي تمكن الحياة اليومية ،وأصبح الإنسان في
تمدد مستمرة ،فلم يعد قاص ًرا القرن الحادي والعشرين يواجه يوميًّا
على مجالات التسوق الإلكتروني
فائ ًضا هائ ًل من المعلومات
أو تصفح مواقع التواصل وأدوات التكنولوجيا
الاجتماعي ،وإنما دخل مجالات
العمل والاقتصاد والسياسة واحتياج متزايد لمهارات
والفكر والثقافة والفنون ،أو جديدة أو بديلة
بالأحرى ،اندمج بها ومعها.
فلم تعد تكنولوجيا الاتصال تمكنه من التعامل مع
والمعلومات مجرد تكنولوجيا هذا الكم الهائل من
التطورات وعمليات
يتفاعل معها الإنسان ،وإنما
أمست جز ًءا لا يتجزأ من كينونته الرقمنة .ولعل المعضلة
هنا أنه آن الأوان لنا أن نتلمس
طري ًقا نحو كينونة جديدة ،ألا
وهي كينونتنا الرقمية ،فقد أمسى
العالم يعج بمصطلحات مثل المواطنة