Page 217 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 217
215 ثقافات وفنون
رأى
توعوية إعلامية جديدة؛ تتواكب مع المعلومات ،ومحاربة الشائعات، من تداعياتها السلبية ،وقد اقتضى
التطورات الإليكترونية ،في عصر لكون أنها أخطر من الكورونا ذاتها. ذلك سيطرته الفاعلة على الخطاب
الفضائيات والإنترنت ،وشبكات في منصات وسائل الإعلام الرسمية،
وقد أدى انتشار وسائل التواصل
التواصل الاجتماعي ،وقد يستفيد في الاجتماعي إلى أن يسهم الجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي،
ذلك من خلال قراءة عامة للأحداث، بالإضافة للترويج لروايته الخاصة
في صنع المعلومات والمحتوى
والتغطيات الإعلامية في مختلف الإعلامي ،وهو الأمر الذي ألقى بنجاح الصين في مكافحة الوباء،
الدول؛ باعتبارها تجارب يتوجب عليه على الصحفيين ورجال الإعلام والانتصار عليه ،ولم يكتف بتطبيق
الاستفادة منها؛ كما يتوجب الرجوع مسؤولية التدقيق في المعلومات، هذا النهج على الصعيد المحلي ،وإنما
والإلتزام بالموضوعية والحيادية نشره أي ًضا على الصعيد العالمي،
للتاريخ ،وقراءته ،ووعي دروسه في نقل الأخبار ،ونشر الحقيقة للدعاية لقدرات الصين الحاسمة في
جي ًدا؛ لتفادي الأخطاء السابقة في كما هي؛ لكون أن البديل يعني الانتصار على الوباء ،وتسليط الضوء
فقدانهم لمصداقيتهم ،ويفرض على التضحيات البطولية والإدارة
الحاضر والمستقبل. الف ّعالة ،التي اضطلعت بها الحكومة
وانطلا ًقا من هذا التأطير ،فإن على الحكومات أن توفر لهم الصينية في التعامل مع هذه الأزمة
الإعلام الرسمي يجب أن يتبنى الإستراتيجيات اللازمة لتقديم إعلام الصحية ،ولعبت المنصات الإعلامية
استراتيجيات إعلامية جديدة ُتبنى الصينية ،الرسمية وغير الرسمية،
على التركيز على التغطية الشاملة صحي يقود إلى مستقبل خال من دو ًرا رئي ًسا في نشر سردية الحزب
والمستمرة للجائحة وتداعياتها في الجوائح والأوبئة والطواعين ،التي الشيوعي الصيني؛ للتأكيد على قدرة
الحاضر والمستقبل ،باعتبارها حد ًثا يجني بها الإنسان على نفسه جه ًل،
لا مثيل له يمر به العالم والإعلام أو تجاه ًل للسلوك الصحي القويم. النظام الحاكم على السيطرة على
المعاصر ،وضرورة التركيز على بيد أن الإعلام الحديث مثل شبكات الوباء ،مشيدة بالإجراءات السريعة
الجانب الإنساني المتعلق بظروف للحكومة المركزية ،وقامت بحملة
العاملين في المجال الصحي، التواصل الاجتماعي فشل في
وتقديمهم كمحاربين في الجبهة اختبار المصداقية ،وخاصة فيما دعائية تهدف إلى إظهار تضامن
الأمامية ،مدافعين عن الشعوب الدولة والجماهير في مواجهة الأزمة
والأمم ،والاهتمام بالآثار الاقتصادية يجري الحديث عنه من جوانب المترتبة على الجائحة .وهو ما يؤكد
والاجتماعية والجيواستراتيجية سلبية ،ولاسيما نشر أخبار مفبركة، على ضرورة التزام الإعلام الرسمي
والجيوسياسية للجائحة ،وتوقعات وشائعات مغرضة ،وأحداث كاذبة،
مستقبل العالم من حيث الأنظمة بالمصداقية والشفافية ،والوضوح
السياسية ،والعلاقات الدولية، والسعي لبث الخوف والذعر في في نقل الصورة كما هي للجمهور،
والتنمية الاقتصادية ،ويجب عليها نفوس الناس ،الذين وضعتهم
تقديم الأجندة الصحية على الأجندة وتوضيح الحقيقة ،التي ُتع ُّد من
السياسية ،أثناء التغطية للجائحة الأزمة في حالة من القلق والتوتر، أبجديات مواجهة الأوبئة والجوائح.
وما بعدها ،والاهتمام بالجانب الكمي وبالتالي يتوجب على الإعلام أن ويؤكد ذلك على ضرورة أن تبحث
من خلال نشر آخر التحديثات يمتلك استراتيجيات تواكب هذا وسائل الإعلام والصحافة والاتصال
على الصعيد الداخلي والخارجي، التطور بمعزل عن التخبط ،ومن والتواصل عن استراتيجيات جديدة
والاهتمام بالآثار الاقتصادية على
الأسواق المالية ،ومعدلات البطالة، ناحية أخرى يتوجب عليه استحداث لمواجهة تداعيات ما بعد كورونا
طرق واستراتيجيات إعلامية جديدة من شتى الزوايا ،ومن أهم أسلحتها
في التعامل مع تطورات ما بعد أزمة حملات التوعية الصحفية والإعلامية،
كورونا ،لا أن يأتي بطرق تقليدية،
والتي لا بد أن تتوفر فيها دقة
ويعمل على تطبيقها في سياق
جديد ،بل بالتخطيط لاستراتيجيات